تحذير من ازدياد الفصل بين الأثرياء والفقراء في هولندا
أصدر مكتب التخطيط الاجتماعي والثقافي “SCP” التابع للحكومة الهولندية تحذيرا بشأن ازدياد الفصل الاجتماعي بين الطبقات الغنية والفقيرة في هولندا. وفقا لأحدث الأبحاث، يتزايد هذا الفصل الاجتماعي ويقل التفاعل بين الطبقات الاجتماعية، مما يشير إلى اتجاه مقلق في البلاد.
الفصل بين الأثرياء والفقراء في هولندا يزداد في كافة مناحي الحياة
وبحسب التقرير الصادر عن مكتب التخطيط الاجتماعي والثقافي، يعيش الأثرياء في بيئات مغلقة تفصلهم عن الطبقات الاجتماعية الأخرى، خاصة في مناطق مثل إيندهوفن وبلدات مثل بلوميندال وهيمستيد ولارن. يُرجع هذا الواقع جزئيا إلى ارتفاع أسعار العقارات التي جعلت الأثرياء أكثر ثراءً، وعملت على استبعاد الأشخاص ذوي الدخول المحدود من الاندماج في هذه المجتمعات.
ويركز التقرير على الفجوة بين الأثرياء والفقراء في الفئة العمرية من 30 إلى 59 عاما، مشيرا إلى نقص التفاعل بينهم في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والمهنية والتعليمية و حتى في مدارس أطفالهم.
على الرغم من أن هولندا لا تعاني من التفرقة بنفس القدر الذي تعانيه بعض الدول الأوروبية الأخرى، إلا أن هذا التحول في السلوك مقلق بالنسبة للباحثين في مكتب التخطيط الاجتماعي والثقافي، حيث يشير إلى انعدام المساواة في الفرص.
وفي سياق مقترحات لمواجهة هذا التحدي، أشارت الباحثة لوت فيرميه إلى أهمية خلق مناطق سكنية جاذبة تعمل على تشجيع التفاعل الاجتماعي، مع التركيز على توفير المساحات العامة الممتعة والخدمات العامة الوصول إليها وتعزيز الجمعيات المجتمعية.
وبالإضافة إلى ذلك، يسلط التقرير الضوء على دور التعليم في تعزيز المساواة الاجتماعية، حيث يشير إلى أن قرارات الأهل بإرسال أبنائهم إلى مدارس خاصة تعزز الفصل الاجتماعي. ومن جانب آخر، يشير التقرير إلى أن النظام التعليمي في هولندا، الذي يقوم بتصنيف الأطفال في سن 12 عاما، يساهم أيضا في زيادة التفرقة داخل المدارس.
تأتي هذه التحذيرات في ظل انتقادات متزايدة لنظام التصنيف الهولندي للأطفال في المدارس، ودعوات للتفكير في سبل التخفيف من الفجوات الاجتماعية وتعزيز المساواة في الفرص في هولندا.
في نهاية العام الماضي، أثارت عمدة أمستردام، فامكي هالسيما، موجة جدل دولي بدعوتها “المغتربين” لمغادرة فقاعتهم. وفي الشهر الماضي، أقترح الفرع المحلي لحزب العمال الديمقراطي في أمستردام ضرورة اتباع “المغتربين” دورة اندماج لتحسين تكاملهم في المجتمع.
