14 طفلا في المستشفى بسبب التدخين الإلكتروني: حالات انهيار رئوي ونزيف خطير
شهدت المستشفيات في هولندا دخول ما لا يقل عن أربعة عشر طفلا خلال العام الماضي بسبب مضاعفات خطيرة ناجمة عن التدخين الإلكتروني. أكدت الجمعية الهولندية لطب الأطفال (NVK) هذا الرقم بعد تقرير نشرته ”أر تي إل نيوز”، مشيرةً إلى أن هذه الحالات لا تمثل سوى “قمة جبل الجليد” بالنسبة لحجم المشكلة.
إبلاغ رسمي وحالات خطيرة
منذ نوفمبر من العام الماضي، طالبت الجمعية الأطباء بالإبلاغ عن أي حالات مرضية بين الأطفال ناتجة عن التدخين الإلكتروني. في الحالات الموثقة، أصيب الأطفال بأعراض خطيرة، حيث تم إدخال فتاة تبلغ من العمر 15 عاما وصبي يبلغ من العمر 17 عامًا إلى العناية المركزة. كما ظهرت على أطفال آخرين مشكلات صحية مثل انهيار الرئة، نزيف داخلي في الرئة، أو تدهور كبير في وظائف الرئة.
إدمان مبكر وانتشار واسع
معظم الأطفال الذين أصيبوا كانوا من فئة المراهقين. إحدى الفتيات، التي تبلغ من العمر 14 عاما، كشفت أنها كانت تستخدم السجائر الإلكترونية كل خمس دقائق خلال النهار وحتى أثناء الليل. بينما ذكرت فتاة أخرى تبلغ 16 عامًا ووالدتها أنها كانت تدخن بشكل شبه مستمر، في حين أفاد صبي يبلغ 16 عاما بأنه يدخن ما يعادل ألف نفس يوميًا.
لم تقتصر الحالات على المراهقين؛ فقد تم نقل طفل صغير يبلغ عامين إلى الطوارئ بعد تناوله للسائل الموجود داخل السيجارة الإلكترونية. ووفقًا للأطباء، كان من الممكن أن يكون الأمر قاتلًا إذا تناول الطفل كمية أكبر.
أعراض حادة ومخاطر غير متوقعة
الأطباء حتى الآن غير قادرين على تحديد السبب الرئيسي وراء خطورة الحالات الناتجة عن التدخين الإلكتروني، حيث إن نوع السجائر الإلكترونية المستخدمة والأعراض الظاهرة كانت متباينة. ومع ذلك، أثبتت الدراسات أن التدخين الإلكتروني يعرّض الجسم لمعادن سامة تؤثر على الجهاز التنفسي والدماغ والأعضاء.
وقالت الطبيبة ماريي فان دن بيوكل، أخصائية أمراض الرئة للأطفال بمركز هاجلاندن الطبي، إن التدخين الإلكتروني يختلف عن السجائر التقليدية. وأضافت: “مع السجائر العادية، نعرف المخاطر طويلة الأمد مثل السرطان، بينما يبدو أن التدخين الإلكتروني يسبب أعراضًا حادة لأن الأطفال يستخدمونه باستمرار تقريبا”.
قلق متزايد بين الأطباء
أعربت الجمعية الهولندية لطب الأطفال عن قلقها العميق من الانتشار الواسع للتدخين الإلكتروني بين الأطفال، حيث أظهرت بعض الحالات أن نسبة تعرضهم للنيكوتين تعادل ثلاث إلى أربع علب سجائر يوميًا، وهو أمر “صادم” وفقا للطبيبة فان دن بيوكل.
مشكلات طويلة الأمد
بالإضافة إلى الحالات الخطيرة، أبلغ الأطباء عن شكاوى شائعة بين الأطفال المدخنين إلكترونيا مثل الأرق الناتج عن إدمان النيكوتين، الغثيان المستمر، السعال المزمن، وحتى أعراض تشبه الربو.
وعلى الرغم من خروج معظم الأطفال من المستشفى، إلا أن بعضهم لا يزال يعاني من آثار صحية طويلة الأمد. وقالت فان دن بيوكل: “هناك أطفال لا يستطيعون ممارسة الرياضة بشكل طبيعي لأنهم يشعرون بسرعة بضيق التنفس. هذه الأعراض المقلقة تشير إلى أن البعض قد لا يتعافى تمامًا”.
مطالبة بالتدخل العاجل
مع تزايد الأعراض والمخاطر المرتبطة بالتدخين الإلكتروني، يطالب الأطباء بتدخل سريع لتوعية المجتمع بخطورة هذه الظاهرة ووضع إجراءات صارمة لحماية الأطفال. الجمعية الهولندية تأمل أن تساعد تقارير الحالات الموثقة في فهم أعمق للمرض الناجم عن التدخين الإلكتروني وتطوير استراتيجيات فعالة للعلاج والوقاية.