الجفاف يهدد هولندا: تقرير حكومي يحذر من “وضع عاجل” يتطلب اتخاذ إجراءات فورية
حذرت وكالة تقييم البيئة الحكومية الهولندية (PBL) في تقرير جديد من أن الجفاف يمثل أكبر تهديد لتغير المناخ تواجهه البلاد، مما يهدد الزراعة والطبيعة وجودة المياه.
وجاء في التقرير أن تغير المناخ سيؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وجفافها ورطوبة هولندا، مما سيجلب معه مجموعة من التحديات الاجتماعية والمالية.
وتوقع التقرير أن يواجه 8 ملايين شخص في هولندا خطر الفيضانات، وأن ترتفع تكاليف الرعاية الصحية بسبب ارتفاع درجات الحرارة. كما حذر التقرير من أن الجفاف سيؤدي إلى نقص في المياه للري ومياه الشرب، مما قد يجبر على اتخاذ خيارات صعبة.
وأشار التقرير إلى أن تغير المناخ سيجعل الطبيعة في هولندا أكثر عرضة للخطر، مع تأثيرات سلبية على المواقع الأثرية والتنوع البيولوجي.
يعتقد الباحث الرئيسي في وكالة تقييم البيئة، فرانك فان جالين، إن الجفاف يؤثر سلبا على هولندا، مما يعرض الزراعة والبيئة وجودة المياه للمخاطر. يشير إلى تزايد تكرار فترات الجفاف وطولها، وزيادة الطلب على المياه. يؤكد على ضرورة التكيف مع هذه الظروف الجافة، وتحديد المخاطر المناخية واتخاذ إجراءات لحماية الموارد الطبيعية والثقافية. ويرى أن التكيف وحده لا يكفي، ويجب على البلاد جهودا جادة للحد من تغير المناخ من خلال تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
ووصف فان جالين، الوضع بأنه “عاجل” يتطلب اتخاذ إجراءات فورية. وأوضح فان جالين إن هولندا بحاجة إلى الاستثمار في بنية تحتية مقاومة للمناخ، وتطوير تقنيات جديدة للحفاظ على المياه، وتعزيز الوعي العام بتغير المناخ وتأثيراته.
وفي تصريح له لهيئة الإذاعة الهولندية “إن أو إس”، قال فان جالين، على الرغم من قدرتنا على توقع التغيرات التدريجية بشكل معقول، إلا أن الأحداث المتطرفة تبقى صعبة التنبؤ بها، مثل ارتفاع درجات الحرارة القياسية والفيضانات الهائلة. في يوليو 2019، شهدت هولندا ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة، وفي عام 2021 تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات مفاجئة في ليمبورغ، مما أدى إلى خسائر بالمليارات.
ودعا فان جالين أيضا إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل كبير للمساعدة في الحد من تغير المناخ وتجنب أسوأ آثاره. وأضاف: “إن تغير المناخ يمثل تهديدا خطيرا لهولندا، لكنه ليس مصيرنا المحتوم. من خلال العمل معا، يمكننا التكيف مع تغير المناخ وبناء مستقبل مستدام لبلادنا.”
