صناديق التقاعد الهولندية تتخلى عن استثماراتها في الوقود الأحفوري

تتزايد الضغوط على شركات النفط والغاز لتغيير مسارها نحو الاستدامة، حيث تتخلى صناديق التقاعد الهولندية عن استثماراتها في الوقود الأحفوري.

كشف تقرير هيئة الإذاعة الوطنية الهولندية (إن أو إس) أن أكبر عشرة صناديق تقاعد في هولندا، التي تشكل حوالي ثلثي أموال التقاعد في البلاد، باعت ما مجموعه حوالي 15 مليار يورو من استثماراتها في شركات النفط والغاز خلال السنوات الأخيرة.

ويأتي هذا التحول بعد تزايد المخاوف بشأن تغير المناخ والضغوط من المستثمرين والمجتمع المدني لجعل استثماراتهم أكثر استدامة.

ومن بين الصناديق التي اتخذت خطوات للابتعاد عن الوقود الأحفوري صندوق ABP، وهو أكبر صندوق تقاعد في هولندا، حيث توقف العام الماضي عن جميع استثماراته في الوقود الأحفوري. وتبعه هذا الأسبوع صندوق Zorg en Welzijn، وهو ثاني أكبر صندوق تقاعد في هولندا، حيث باع جميع استثماراته تقريبًا في الصناعة الأحفورية.

وتقول صناديق التقاعد إن هذه الخطوة تهدف إلى إرسال إشارة قوية لشركات النفط والغاز بضرورة تغيير مسارها نحو الاستدامة. وتأمل هذه الصناديق أن يشجع هذا القرار شركات أخرى على اتباع نهجها.

من ناحية أخرى، أعربت شركات النفط والغاز عن خيبة أملها من قرارات صناديق التقاعد الهولندية، معتبرةً أنها لن تؤثر على استهلاك الطاقة العالمي.

وتقول شل، وهي واحدة من أكبر شركات النفط والغاز في العالم، إن “هذا القرار لا يحمل أي فائدة للمناخ. لن يغير الاستخدام الفعلي للطاقة وسيستمر في إعطاء فهم خاطئ للتغييرات اللازمة في نظام الطاقة الحالي”.

ومع ذلك، فإن قرارات صناديق التقاعد الهولندية هي علامة على تغير كبير في المشهد الاستثماري، حيث يزداد الضغط على شركات النفط والغاز لتغيير مسارها نحو الاستدامة.

وتشير هذه التطورات إلى أن مستقبل الوقود الأحفوري قد يكون قاتما، بينما يزداد الطلب على الاستثمارات في الطاقة النظيفة والمشاريع المستدامة.