روتردام قبل وبعد تدميرها في الحرب العالمية الثانية 1940
تعد مدينة روتردام واحدة من المدن الهولندية الرائعة التي تستحق الاكتشاف والتجربة. فعلى الرغم من أنها تعرضت للتدمير خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن سكان المدينة استطاعوا إعادة بنائها بشكل كامل وتحويلها إلى مدينة حديثة تتميز بالتصميم المعاصر الفريد.
وبفضل هذا التحول الكبير، أصبحت روتردام الآن واحدة من المدن الأكثر تحولا في أوروبا. وتجذب المدينة السياح من جميع أنحاء العالم لاكتشاف جمالها واستكشافها، ولا يمكن لأحد أن يزور هولندا دون زيارة هذه المدينة المميزة. في هذا النص، سنتحدث بالتفصيل عن تحول روتردام وأهم الأسباب التي جعلتها مختلفة عن المدن الهولندية الأخرى.
روتردام الآن واحدة من المدن الأكثر تحولا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية 1940
قبل الحرب العالمية الثانية، كانت مدينة روتردام هي ثاني أكبر مدينة في هولندا، وكانت تتميز بمرفأها الكبير والحيوي وموقعها الجغرافي الاستراتيجي على ضفاف نهر ماس. وكانت المدينة تحتوي على مباني تاريخية رائعة مثل كاتدرائية سان لورينتز وقصر المدينة القديم، وكانت تشتهر بمناطق التسوق والمطاعم والمقاهي.
ومع بداية الحرب العالمية الثانية، تعرضت مدينة روتردام لأول هجوم جوي من القوات الألمانية في 10 مايو 1940، ولكن لم يتم إحراق المدينة بشكل كامل. ولكن يوم 14 مايو 1940، تعرضت المدينة لهجوم جوي آخر أسفر عن إلحاق أضرار كبيرة بالمدينة، حيث تم تدمير ما يقرب من 25,000 منزل ومبنى، وقتل حوالي 900 شخص وأصيب 30,000 آخرون.
بعد الحرب، بدأ سكان المدينة في إعادة بناء روتردام من جديد. وعلى الرغم من تمسكهم بالتصميم الأصيل للمدينة، إلا أنهم اختاروا تصميم حديث وجريء يعكس تطلعاتهم للمستقبل. وكانت هذه الفكرة مبتكرة للغاية في ذلك الوقت، حيث كانت معظم المدن الأوروبية التي دمرتها الحرب تعيد بناء ما كانت عليه قبل الحرب.
على مر العقود، شهدت روتردام تحولا كبيرا، فتحولت إلى مدينة حديثة مليئة بالأبنية العالية والمباني ذات التصاميم الحديثة. وهذا يعد سببا آخر يجعل روتردام تبدو مختلفة تماما عن باقي المدن الهولندية التقليدية مثل ليدن ودلفت وأوترخت. وبالرغم من أن معظم المدن الهولندية تشترك في الهندسة المعمارية المشابهة، إلا أن روتردام تتميز بتصميمها المعاصر الفريد.
وبالنظر إلى التحول الكبير الذي شهدته روتردام، يمكن اعتبارها واحدة من المدن الأكثر تحولًا في أوروبا. وتعد هذه المدينة الآن واحدة من المواقع السياحية الرئيسية في هولندا، وتجذب السياح من جميع أنحاء العالم لزيارتها والاستمتاع بتصميمها المميز والحيوي.
كيف كان شكل المدينة قبل الحرب العالمية الثانية؟
قبل الحرب، كانت روتردام تملك العديد من العناصر التي تراها في معظم مدن هولندا، بما في ذلك المطاحن الهوائية والجدران والقنوات. تُظهر الصورة أدناه، التي تم التقاطها بين عامي 1900 و 1908، شكل منطقة هارينجفليت من الجزء العلوي لمبنى هيت فيته هاوس (البيت الأبيض):
بالمثل، توفر الصورة أدناه، التي تم التقاطها من قمة كنيسة سينت-لورينس في عام 1927، منظرا رائعا لما يبدو أنه منطقة سكنية رئيسية. يمكن رؤية شارع لانج تورين سترات وشارع فيرلات في الصورة.
وأخيراً، تُظهر الصورة الثالثة كيف كان مظهر بيروس بلاين في الستينات من القرن التاسع عشر، قبل فترة تدمير النازيين لمدينة روتردام.
تدمير روتردام من قبل سلاح الجو الألماني 1940
دمرت روتردام تقريبا بأكملها بفعل قنابل الجيش الألماني. وفي نهاية يوم 14 مايو 1940، بدت روتردام مختلفة تماماً. تم محو مناطق كاملة في المدينة التي استمر وجودها لعقود أو حتى قرون في غضون ساعات قليلة.
روتردام اليوم: نماذج معمارية رائعة وناطحات سحاب مذهلة
في هذه الأيام، أصبحت بيروس بلاين تشكل جزءا أساسيا من وسط المدينة، وتضم عددا من المتاجر الشعبية في الشارع الرئيسي. وتزخر المدينة بمعالم معمارية مذهلة وناطحات سحاب لافتة للنظر، مثل مبنى دي روتردام ومبنى ماركت هال. كما أنها تحتضن العديد من المتاحف والحدائق والمطاعم الراقية.
في الوقت الحالي، تقدم روتردام مثالا رائعا على التصميم الهولندي المبتكر والمثير للاهتمام، ويشتهر المدينة بعدد من المعالم المعمارية الأيقونية، بما في ذلك “Markthal” و “Cube Houses”. تجعل خط الأفق في المدينة، مع ناطحات السحاب الهائلة والشكل المميز لجسر إيراسموس، منظرا جميلاً لا يمكن تجاهله.
هناك، بالطبع، بعض المباني التي تمكنت من البقاء بعد غارة تدمير المدينة، بما في ذلك “هيت فيت هاوس” وهي تقع في “أوديهافن”، وهو واحد من أقدم الموانئ في هولندا.
قطعة معمارية تاريخية أخرى تزال قائمة هي المقر السابق لمكاتب شركة هولندا أمريكا لاين. يعود تاريخ المبنى إلى عام 1901 ويتم استخدامه الآن كفندق فخم في وسط المدينة، على ضفاف نهر “ماس”.
كل عام في الرابع عشر من مايو، تحيي روتردام ذكرى القصف الجوي لعام 1940، من خلال تنظيم مختلف الفعاليات والتجمعات في أنحاء المدينة. حتى عند المشي في شوارع المدينة، ستواجه العديد من التماثيل والنصب التذكارية التي صممت لإحياء ذكرى الغارة.
