أخبار هولندا

خيرت فيلدرز – الزعيم الشعبوي الهولندي المثير للجدل

في الساحة السياسية الهولندية، يتميز خيرت فيلدرز بكونه شخصية محورية ومثيرة للجدل. يشغل مكانة بارزة كزعيم شعبوي، حيث تثير مواقفه اليمينية المتطرفة ومواقفه المعادية للإسلام والهجرة الكثير من الجدل داخل هولندا وحتى في أوروبا. مؤخرا، ازدادت شهرته بعد فوز حزبه في الانتخابات التشريعية الهولندية عام 2023، مما أضفى على تأثيره طابعا جديدا وأهمية متنامية.

حياته
ولد فيلدرز في مدينة فينلو الهولندية في عام 1963، من أب هولندي وأم إندونيسية، ونشأ في عائلة كاثوليكية قبل أن يعلن إلحاده في وقت لاحق من حياته. فيلدرز متزوج من الدبلوماسية المجرية ريستينا مارفاي وليس لديهم أطفال. وقد درس في جامعة هولندا المفتوحة.

مساره السياسي
انطلق مساره السياسي كمساعد برلماني لزعيم حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، مارك روته، ومن ثم انضم إلى مجلس النواب. في عام 2006، أسس خيرت فيلدرز حزب “الحرية” اليميني المتطرف، وحقق نجاحات كبيرة في الانتخابات الهولندية. على الرغم من اعتماده مواقف جدلية ومواجهته لاتهامات بالتحريض ضد جماعات عرقية ودينية، استمر في جذب الاهتمام وجعل حزبه محورا في الساحة السياسية.

حقق نجاحا كبيرا في انتخابات عام 2010، حيث ارتفع عدد مقاعده إلى 24، ليصبح ثالث أكبر حزب في البرلمان. لكنه شهد تراجعا في انتخابات عام 2014 حيث حصل على 15 مقعدا فقط، فقد تسعة مقاعده، وعاد الحزب ليكون المعارضة الرئيسية بحصوله على 20 مقعدا في انتخابات عام 2017. حقق أيضا المرتبة الثانية في انتخابات البرلمان الأوروبي عام 2014 بحصوله على 26 مقعدا.

وبعد مضي 25 عاما، نجح فيلدرز وحزبه في تحقيق فوز ساحق في انتخابات عام 2023، حيث حصدوا أكبر عدد من المقاعد في البرلمان (37 مقعدًا من أصل 150). وفي خطابه أمام أنصاره بعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات التي جرت أمس، أكد فيلدرز قائلاً “لم يعد من الممكن تجاهل هذه النتائج، ونحن سنتولى مسؤولية حكم البلاد”.

فيلدرز، الفائز في انتخابات هولندا، يشتهر بمواقفه المناهضة للإسلام والهجرة والاتحاد الأوروبي.

مواقفه وتأثيره السياسي
مواقف خيرت فيلدرز السياسية السابقة تميزت بالعديد من النقاط المثيرة للجدل والمواقف اليمينية المتطرفة. إليك بعضا من مواقفه السابقة:

  • فيلدرز يتبنى مواقف مناهضة للإسلام في هولندا، حيث يعارض بشدة بناء المساجد والمدارس الإسلامية، ويطالب بحظر تدريس القرآن. هذه المواقف أثارت جدلا واسعا بسبب طابعها المتطرف. في 2011، تمت محاكمة فيلدرز بسبب تصريحاته المعادية للإسلام، حيث قارن القرآن بكتاب “كفاحي” لهتلر، لكنه تمت تبرئته في هذه القضية، ما أثار الكثير من الجدل ورأى البعض أنه حمل دعما كبيرا له.
  • تمت دعوة فيلدرز لزيارة المملكة المتحدة بواسطة عضو في مجلس اللوردات، لعرض فيلمه القصير بعنوان “فتنة” الذي يستعرض انتقاداته للقرآن، حيث قام بربط آيات قرآنية بصور لهجمات إرهابية، مما أثار احتجاجات شديدة في العالم الإسلامي عام 2008.
  • ينادي بتشديد الحدود ووقف الهجرة إلى هولندا، مع تقييد دخول طالبي اللجوء، مما جعله محط انتقادات واسعة.
  • تعرض لعدة محاكمات بتهم التحريض والتمييز ضد جماعات عرقية ودينية. تمت تبرئته في بعض الحالات، مما زاد من جدله وشعبيته.
  • داعم قوي للكيان الإسرائيلي حيث دعا للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بالتوازي مع إغلاق البعثة الدبلوماسية الهولندية في رام الله، التابعة للسلطة الفلسطينية.
  • اقترح تسمية الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين.
  • أثار أزمة مع المملكة العربية السعودية عندما قام بتوزيع ملصقات تشبه العلم السعودي في أواخر عام 2013، ولكنه استبدل عبارة “لا إله إلا الله” بعبارات مسيئة للإسلام.

تحول في أولوياته
خفف فيلدرز من توجهه المناهض للإسلام لجذب المزيد من الناخبين، وركز بدلاً من ذلك على قضايا مثل نقص المساكن وارتفاع تكلفة السكن والحاجات الاجتماعية. لكن برنامجه الانتخابي استمر في المطالبة بإجراء استفتاء حول خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي ووقف اللجوء ومنع المدارس الإسلامية والمصاحف والمساجد.

النظرة المستقبلية
على الرغم من نجاحه السياسي، يواجه فيلدرز تحديات في تشكيل حكومة جديدة، حيث يتعين عليه التنازل في بعض بنود برنامج حزبه الأكثر رواديكالية للحصول على تأييد الأحزاب الأخرى.

رغم تمسكه بتطبيق سياسات تقييد الهجرة وتشديد قوانين اللجوء، يجد فيلدرز نفسه بحاجة لتوازن حاسم بين مواقفه السابقة وحاجة الأحزاب الأخرى إلى التوصل إلى اتفاقات. يبدو المشهد معقدا، وتحقيق هذا التوازن قد يستلزم منه بعض التنازلات في بعض القضايا، ولكنه يسعى في الوقت ذاته للحفاظ على جزء من هويته السياسية.

فيلدرز يسعى إلى فرض قيود صارمة على الهجرة وطلبات اللجوء إلى هولندا، لكن يبدو أن هذا الموقف قد يحتاج إلى تعديل أثناء المحادثات لتشكيل الائتلاف الحكومي. ورغبته واضحة في رفض دخول اللاجئين من دول الاتحاد الأوروبي ولديه نية واضحة في ترحيل المدانين بجرائم جنائية.

بعض الأفكار الأخرى، مثل تقديم تصاريح عمل للمواطنين الأوروبيين، قد تواجه مشاكل قانونية وربما لا تجد دعما من الأحزاب المعتدلة اليمينية. لكن قد يحصل على دعم لخفض عدد الطلاب الأجانب في هولندا.

أثار فوز فيلدرز في انتخابات هولندا 2023 مخاوف كبيرة خصوصاً لدى الأحزاب اليسارية، مما دفعها لتنظيم تظاهرات احتجاجية في عدة مدن، حيث تجمع الناس للتعبير عن رفضهم لفوزه.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات