علوم وتكنولوجيا

ارتفاع منسوب سطح البحر في هولندا إلى أعلى مستوى له منذ 130 عاماً على الأقل

أظهرت دراسة أجراها معهد الأرصاد الجوية في هولندا ارتفاع مستويات سطح البحر بمقدار ثلاثة ملليمترات سنوياً على مدى العقود الماضية، وهي زيادة حادة ترجع إلى تغير المناخ. وزيادة تركيز الغازات الدفيئة التي تزيد من الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، والذي يؤدي إلى ذوبان الجليد. ونظراً لأن مياه المحيط الدافئة تستهلك حجماً أكبر، فإن متوسط ​​مستوى سطح البحر يرتفع حول العالم. ومع ذلك، بدا في السابق أن مستوى سطح البحر على طول السواحل الهولندية كان يرتفع بسرعة أقل من المتوسط ​​العالمي.

توضح دراسة المعهد الملكي للأرصاد الجوية في هولندا أنه قد يكون من الصعب قياس ارتفاع مستوى سطح البحر، لأن تيارات المحيط والعواصف والرياح يمكن أن تدفع مياه البحر اتجاه الساحل وتسبب تبايناً في قياسات مستوى سطح البحر.

وكشفت الدراسة أن مستويات البحر الهولندية قد ارتفعت بالفعل بسرعة خلال العقود القليلة الماضية، في نمط مشابه للمتوسط ​​العالمي. ويعتبر معدل الارتفاع الآن هو الأعلى منذ أن بدأ قياس مستوى سطح البحر في عام 1890.

وتغطي المياه حوالي خمس مساحة هولندا وذلك في شكل بحيرات وقنوات ومستنقعات، بينما يقع حوالي نصف أراضيها تحت مستوي سطح البحر، وهي الأراضي المحمية بالسدود لدرء الفيضانات عنها، وقد أُنجِزت في هذا الشأن عدة مشاريع لتجفيف المستنقعات والبحيرات والمساحات المكتسبة من البحر وإضافتها إلى البر الهولندي.

وفي دراسة سابقة قال المعهد، أن هولندا تواجه خطر ارتفاع مستوى مياه البحر على سواحلها بدرجة أكبر بكثير من المتوقع قد يصل إلى مترين بحلول 2100، على ما أعلن معهد الأرصاد الجوية في هذا البلد المعرض بشدة لتبعات هذه المشكلة.

وقال المعهد الهولندي في دراسته السابقة “التقديرات تظهر ارتفاعا أعلى من المتوقع في مستوى البحر”. وبظل وجود ما يقرب من ثلث أراضيها تحت مستوى البحر، تواجه هولندا مخاطر أكبر جراء التغير المناخي، لكنها أيضا من أكثر البلدان تلويثا في أوروبا نسبة لعدد السكان.

وأوضح المعهد الهولندي للأرصاد الجوية “إذا لم نقلّص انبعاثات غازات الدفيئة، قد يرتفع مستوى مياه البحر قبالة السواحل الهولندية بواقع 1,2 متر بحلول سنة 2100 مقارنة مع مطلع القرن الحالي”، وقد يصل الارتفاع إلى مترين إذا ما تسارع ذوبان الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي. وكان المعهد خلص سابقا إلى أن ارتفاع مستوى مياه البحار لن يتخطى المتر.

وللمرة الأولى، لم تستبعد التقديرات وصول الارتفاع إلى مستوى مترين، بحسب مكتب المياه في هولندا، البلد الأوروبي الذي غمرته الفيضانات إلى جانب ألمانيا وبلجيكا في تموز/يوليو. وقال رئيس هذه الهيئة العامة المعنية بإدارة قطاع المياه روخير فان دي سانده إن “زمن القدرة على التحكم بالمياه والتربة والأرض لدينا ولّى”.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات