أخبار هولندا

الحكومة الهولندية على وشك الانهيار بعد تقديم روته مقترحات حول اللجوء

بسبب اللاجئين، تصاعد الصراع بين رئيس الوزراء روته وحزب الاتحاد المسيحي يهدد استقرار الحكومة الهولندية

خلافات عميقة داخل الحكومة الهولندية حول تدابير اللجوء. أدت إلى ارتفاع حدة التوتر بين أحزاب الائتلاف وتعقيد الجهود الحكومية للتوصل إلى توافق. يعتبر هذا الوضع المتوتر والتصادم بين أحزاب الحكومة تحديا كبيرا يهدد استقرار الحكومة وقد يؤدي إلى انهيارها.

في اجتماع بشأن التدابير الجديدة للجوء، يبدو أن حزب الشعب الليبرالي (VVD) والاتحاد المسيحي (CU) يتباينان تماما في وجهات نظرهما. ووفقا لهيئة الإذاعة الهولندية، فإن التوتر المتصاعد بين رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، وحزب الاتحاد المسيحي يشير إلى اقتراب سقوط الحكومة بعد أشهر من المشاورات بشأن الهجرة. تأتي هذه الأخبار بعد تقديم مارك روته مقترحات لا يمكن للاتحاد المسيحي أن يقبلها.

تشكل هذه الاقتراحات، التي تهدف إلى تقييد عدد أفراد العائلة المسموح لهم بالقدوم في برنامج لم الشمل، نقطة الخلاف الرئيسية. وفقا لحزب الشعب الليبرالي، يجب التمييز بين اللاجئين الذين يتعرضون لتهديد شخصي وبين أولئك الذين يفرون من الحروب. وجعل وصول أفراد أسر اللاجئين الفارين من الحروب إلى هولندا أمراً صعباً.

ووفقا لمصادر هيئة الإذاعة الهولندية (إن أو إس)، يهدف حزب الشعب الليبرالي بوضع حد أقصى يصل إلى 200 فرد سنويا ضمن برنامج لم الشمل من أسر اللاجئين الهاربين من الحروب، للسماح لهم بالانتقال إلى هولندا. بالإضافة إلى فترة انتظار تبلغ سنتين قبل أن يتمكنوا من القدوم إلى هولندا.

أما بالنسبة للاتحاد المسيحي، فإن هذا الأمر لا يمكن التفاوض حوله؛ حيث لا يرغب الحزب في فرض قيود جديدة على إعادة لم شمل الأسر. وأكدت زعيمة الاتحاد المسيحي، ميريام بيكر، تقول إنه لا يمكن طلب ذلك من حزب يعتبر نفسه حزبا للأسرة. وقالت ميريام: “هناك أشياء يمكنك أن تطلبها منا وهناك أمور لا يمكنك أن تسألنا عنها”. كما أن حزب الديمقراطي (D66) ثاني أكبر أحزاب الائتلاف الحاكم غير مؤيد لذلك..

ونقلت الإذاعة الهولندية عما وصفته بمصدر مطلع بما يجري، فإن روته قدم الاقتراح الجديد قبل عدة أيام، على الرغم من معرفته بأنه لا يمكن مناقشته من قبل حزب الاتحاد المسيحي والحزب الديمقراطي. وبحسب تصريحاته، فقد قدم الطرفان تنازلات في مجالات أخرى وتم وضع حزمة من التدابير “تقريبا متوافق عليها”.

مقترحات روته قد تؤدي إلى انهيار الحكومة الهولندية

أعرب أحد المعنيين بالأمر، كما تقول (إن أو إس)، بخصوص سلوك روته، عن رأيه قائلاً: “يبدو أنه يسعى إلى إحداث انهيار للحكومة”. وأضاف مصدر آخر داخل التحالف قائلاً: “إنها خطوة متهورة”. ومع ذلك، هناك آراء أخرى داخل الائتلاف تشير إلى أن الموقف الصارم الذي يتبناه روته هو استراتيجية للتفاوض.

جرى اجتماع للحكومة أمس لمناقشة التدابير الجديدة للجوء، وسيتواصل الاجتماع هذا المساء. من المقرر عقد اجتماع لمجلس الوزراء غدا، ويفكر رئيس الوزراء روته في إجراء تصويت فردي بشأن التدابير الجديدة في ذلك الاجتماع. عموما، فإن إجراء تصويت فردي في مجلس الوزراء أمر نادر جدا، حيث يتم التوصل عادةً إلى تسوية بين الأعضاء.

ومن المتوقع أن يحظى اقتراح روته بدعم حزب الديمقراطيين المسيحيين (CDA) في حالة التصويت، ومع ذلك، من المرجح أن حزب د66 والاتحاد المسيحي لن يصلوا إلى هذا الحد. وهذا سيؤدي بالتالي إلى نهاية الحكومة.

اترك تعليقاً

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات