محاكمة سوريين في قضية سرقة دمى من موقع تذكاري للضحايا جيفري وإيما

أصدرت محكمة في مدينة خرونينجن الهولندية حكما يقضي بإلزام شابين سوريين من ليوفاردن وفينسخوتن، يبلغان من العمر 20 عاما، بأداء 60 ساعة من العمل المجتمعي، بعد إدانتهم بسرقة دمى وُضعت في موقع تذكاري للأطفال الراحلين جيفري (10 سنوات) وإيما (8 سنوات). وقد جاء الحكم خلال جلسة سريعة عُقدت للنظر في تهم تتعلق بتخريب موقع تذكاري وسرقة ممتلكات تعود لذوي الضحايا.

القضية وتفاصيلها

وفقا لما ورد في حيثيات الحكم، أكدت المحكمة أن المتهمين تصرفوا عن سابق علم وإصرار، مشيرة إلى أن الأدلة، ومن بينها مقطع فيديو قام الشابان بتصويره ونشره عبر الإنترنت، تُظهر بوضوح وعيهما الكامل بالفعل الإجرامي. وقد ظهر الشابان في المقطع وهما يضحكان أثناء جمع الدمى ووضعها في السيارة، ما اعتبرته المحكمة دليلاً على نيتهم الواضحة وانعدام احترامهم لحرمة الموقع التذكاري.

ورغم مطالبة النيابة العامة بعقوبة أشد، شملت 80 ساعة من الخدمة المجتمعية إضافة إلى حكم بالسجن لمدة 30 يوما (25 منها مع وقف التنفيذ)، فقد اكتفى القاضي بفرض العقوبة المخففة مراعاة للظروف الخاصة بالقضية.

إدانة أخلاقية وقانونية

وصفت النيابة العامة تصرف المتهمين بأنه غير أخلاقي ومشين، فضلاً عن كونه جريمة يعاقب عليها القانون. وأكدت ممثلة الادعاء أن ما قام به المتهمون يمثل انتهاكًا صارخًا لمكان مخصص للحزن والحداد، موضحة أنهم “تعمدوا رمي الدمى بطريقة مهينة، وقاموا بنشر الفيديو كنوع من السخرية”، وأضافت: “لا يمكن تصديق أنهم لم يعلموا بأن هذه الدمى قد وُضعت تكريمًا لروح جيفري وإيما من قبل أقاربهما”.

متهم ثالث وأصداء مجتمعية

إضافة إلى المتهمين الاثنين، هناك متهم ثالث في القضية، وهو قاصر وشقيق أحد المدانين. وأشارت النيابة العامة إلى أن قضيته ستُعالج بطرق مختلفة تتناسب مع سنّه القانوني.

وقد أثارت الواقعة غضبا واسعا، لا سيما في أوساط الجالية السورية، نظرا لأن المتهمين من أصول سورية. وسارعت الجالية إلى إصدار بيان اعتذار رسمي، أعربت فيه عن أسفها العميق لما حدث، مؤكدين أن هذا التصرف لا يمثلهم بأي شكل من الأشكال.

تعود المأساة إلى حادثة اختطاف مفجعة، حين قام والد الطفلين بأخذهما عنوة، ثم قاد سيارته إلى إحدى القنوات المائية في شارع رينسيلويخ بمدينة فينسخوتن، حيث غرق مع الطفلين، وتم العثور على الجثامين بعد عمليات بحث استمرت عدة أيام.