زيادة إقبال المدخنين الهولنديين على شراء السجائر رغم رفع ضرائب التبغ
تشهد هولندا في الآونة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في نسبة المدخنين الذين يلجؤون إلى شراء السجائر من الخارج، نتيجة الزيادة الكبيرة في ضرائب التبغ التي رفعت أسعار علب السجائر إلى مستويات غير مسبوقة. فقد أظهرت أحدث الأبحاث أن سعر علبة السجائر التي تحتوي على 20 سيجارة في هولندا يصل إلى حوالي 11 يورو، حيث تُشكّل الضرائب نحو 7.80 يورو من هذا السعر.
وبحسب دراسة أجرتها شركة ”WSPM” لصالح صناعة التبغ، فإن نسبة 39% من علب السجائر التي عُثر عليها في النفايات خلال الربع الرابع من العام مصدرها خارج هولندا، بينما كانت هذه النسبة 25% فقط في بداية العام. كما كشفت الدراسة أن حوالي 5% من هذه العلب مقلدة. وقد استندت النتائج إلى تحليل 7,000 علبة سجائر فارغة جُمعت من الشوارع وحاويات القمامة.
وفي تعليق له على هذه الظاهرة، صرّح يان هاين ستراتر، مدير مجموعة الضغط لصناعة التبغ ”VSK”، لموقع ”Nu.nl” قائلاً: “المدخنون لا يقلعون عن التدخين؛ بل يحصلون على السجائر من أسواق أجنبية قانونية أو من خلال شبكات التهريب”. وأضاف أن هذه الظاهرة تتركز بشكل خاص في المناطق الحدودية مثل زويد-ليمبورخ، ونورد-برابانت، وأَخترهوك، حيث يسهل الوصول إلى الأسواق الأجنبية.
ورغم هذا التحول في مصادر شراء السجائر، تشير بيانات وكالة الإحصاءات الوطنية ”CBS” إلى أن الخزانة العامة لا تزال تحقق عائدات مرتفعة من ضرائب التبغ. ففي عام 2023، وصلت إيرادات ضرائب التبغ إلى 3.1 مليار يورو مقارنة بـ 2.6 مليار يورو في عام 2019.
لكن، وعلى الرغم من هذه الزيادة، هناك مؤشرات على أن إيرادات عام 2024 قد تنخفض بنحو 500 مليون يورو عن الأهداف التي حددتها الحكومة، وفقًا لتقرير نشرته ”RTL”. وفي السياق ذاته، قدّرت مجموعة ”VSK” في نوفمبر الماضي أن إجمالي الدخل الضائع نتيجة شراء السجائر من الخارج والتهريب يصل إلى حوالي 2.3 مليار يورو.
من جهته، دعا حزب ”BBB” الداعم للفلاحين إلى إعادة النظر في سياسات الضرائب المرتفعة على التبغ، معتبرًا أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى تأثير سلبي على عائدات الحكومة ويشجع على ازدهار تجارة التهريب.
إن هذا الواقع يثير تساؤلات عديدة حول فعالية الضرائب كوسيلة للحد من التدخين، في ظل استمرار المدخنين في البحث عن بدائل خارجية، وهو ما يضع صناع القرار أمام تحديات اقتصادية وصحية معقدة.
