أعلنت شركة غاز بروم “Gazprom” الروسية قرارها بوقف إمدادات الغاز إلى مولدوفا وبالتالي إلى أوروبا اعتباراً من الأول من يناير، مشيرة إلى أن ذلك يأتي نتيجة تراكم الديون والخلافات حول المدفوعات. يمثل هذا القرار محطة جديدة في العلاقات المتوترة بين روسيا والدول الأوروبية فيما يخص إمدادات الغاز، ويضع تاريخ “1 يناير” كنقطة تحول رئيسية في مستقبل تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا.
من جهة أخرى، أعلنت المفوضية الأوروبية أن توقف صادرات الغاز الروسي عبر أوكرانيا كان خطوة متوقعة، وأكدت أن الاتحاد الأوروبي مستعد لمواجهة هذه التحديات. وأوضح متحدث باسم المفوضية أن البنية التحتية للغاز في أوروبا تتمتع بالمرونة الكافية لتوفير الإمدادات اللازمة من مصادر بديلة، مما يضمن استمرار تدفق الغاز إلى دول وسط أوروبا وشرقها دون انقطاع.
ومن جهته، قال وزير خارجية بولندا : “بوتين أنفق مليارات الدولارات لبناء خط أنابيب نوردستريم بهدف التحايل على أوكرانيا وابتزاز أوروبا الشرقية.”
وأضاف وزير خارجية بولندا: “أوكرانيا نجحت في قطع قدرة بوتين على تصدير الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، محققة انتصارا جديدا بعد توسيع حلف الناتو.”
الغاز أحد العوامل الرئيسية في الصراع بين روسيا وأوروبا
منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، كان الغاز أحد العوامل الرئيسية في الصراع بين البلدين، حيث لعبت الطاقة دورًا كبيرًا في توترات العلاقات الأوروبية الروسية. فيما يلي أهم محطات الصراع الأوكراني الروسي فيما يخص الغاز:
- فبراير 2022 – بداية الغزو الروسي:
- مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، أصبح الغاز الطبيعي جزءا أساسيا من الضغط الذي مارسته روسيا على أوكرانيا وأوروبا. روسيا كانت المورد الرئيسي للغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب عبر أوكرانيا.
- مارس 2022 – وقف إمدادات الغاز إلى أوكرانيا:
- في مارس 2022، قامت روسيا بتقليص إمدادات الغاز عبر أوكرانيا بعد أن اتهمت كييف بسرقة الغاز الطبيعي من خطوط الأنابيب التي تمر عبر أراضيها. هذا التصعيد كان جزءًا من محاولات روسيا للضغط على أوكرانيا وأوروبا.
- أبريل 2022 – قطع الغاز عن بولندا وبلغاريا:
- في أبريل 2022، أوقفت روسيا إمدادات الغاز إلى بولندا وبلغاريا بعد رفضهما دفع ثمن الغاز بالروبل، وهو الطلب الذي فرضته روسيا على دول الاتحاد الأوروبي. هذا القرار عزز من سياسة روسيا لفرض العقوبات الاقتصادية على الدول الأوروبية المتضامنة مع أوكرانيا.
- مايو 2022 – إعلان روسيا عن نية تخفيض الإمدادات إلى أوروبا:
- روسيا أعلنت عن نيتها تقليل إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر نوردستريم 1 وأوكرانيا، مستهدفة تقويض قدرة الاتحاد الأوروبي على الحصول على الطاقة من روسيا.
- سبتمبر 2022 – تخفيض إمدادات الغاز عبر نوردستريم 1:
- بعد تزايد العقوبات الغربية على روسيا، قامت موسكو بتقليص إمدادات الغاز عبر خط نوردستريم 1 إلى الاتحاد الأوروبي. وفي النهاية، أوقفت روسيا الإمدادات بشكل كامل، مما أدى إلى أزمة طاقة في أوروبا.
- أكتوبر 2022 – الهجمات على خطوط نوردستريم:
- في سبتمبر 2022، تعرضت خطوط نوردستريم 1 و2 لأضرار جراء انفجارات غامضة، مما أدى إلى تسرب الغاز في بحر البلطيق. كانت هذه الهجمات نقطة تحول كبيرة في الصراع، حيث اتهمت أوكرانيا والدول الغربية روسيا بالوقوف وراء هذه الهجمات.
- نوفمبر 2022 – استئناف شحنات الغاز الأوكرانية عبر نوردستريم:
- رغم تدمير بعض خطوط الغاز، استمرت أوكرانيا في نقل الغاز إلى أوروبا عبر شبكة أنابيبها المحلية، مما ساعد في توفير مصدر بديل للطاقة لأوروبا.
- ديسمبر 2022 – تزايد الضغط الأوروبي والبحث عن بدائل:
- بسبب قطع الإمدادات الروسية، أصبح الاتحاد الأوروبي يبحث عن مصادر بديلة للطاقة، حيث بدأ في استيراد الغاز الطبيعي المسال (LNG) من الولايات المتحدة والشرق الأوسط، وزيادة استخدام الطاقات المتجددة.
- 2023 – استمرار الصراع وتأثيره على إمدادات الغاز:
- في 2023، تواصل روسيا تقليص إمدادات الغاز إلى أوروبا، بينما تعمل أوكرانيا على تأمين إمدادات الطاقة الخاصة بها في مواجهة الهجمات الروسية. الاتحاد الأوروبي يواصل تعزيز جهوده للحد من الاعتماد على الغاز الروسي.