أخبار هولنداالدراسة في هولندا

تراجع أعداد الطلاب الأجانب في الجامعات الهولندية بنسبة كبيرة

شهدت أعداد الطلاب الأجانب الراغبين في الالتحاق بالجامعات والكليات الهولندية انخفاضا كبيرا هذا العام، حيث أظهرت بيانات حديثة من اتحاد الجامعات الهولندية أن التراجع شمل العديد من المؤسسات التعليمية، وكانت جامعة ”VU” في أمستردام الأكثر تضررا بانخفاض بنسبة 23% في أعداد الطلاب الدوليين. كذلك، تراجعت طلبات الطلاب من المنطقة الاقتصادية الأوروبية (EER) في جامعة خرونينجن بنسبة 14%.

كما أظهرت البيانات انخفاضا بنسبة 9% في طلبات الطلاب من خارج المنطقة الاقتصادية الأوروبية لدراسة برامج البكالوريوس، وهؤلاء الطلاب يتوجب عليهم دفع رسوم أعلى بكثير مقارنةً بالطلاب الأوروبيين. وبالمقابل، شهدت طلبات الطلاب الأوروبيين، الذين يدفعون نفس الرسوم التي يدفعها الهولنديون، تراجعا بنسبة 6%.

وعلى مستوى البلاد، تراجعت طلبات الالتحاق بكليات التعليم العالي “hbo” أو الجامعات التطبيقية من طلاب الاتحاد الأوروبي بنسبة 8%، ومن خارج المنطقة الاقتصادية الأوروبية بنسبة 7%.

توجه حكومي نحو تقليص عدد الطلاب الأجانب

يأتي هذا التراجع في أعداد الطلاب الدوليين في ظل توجه حكومي جديد يستهدف تقليل أعدادهم بشكل كبير. حيث تخطط الحكومة اليمينية الجديدة إلى إعادة هيمنة اللغة الهولندية كلغة تدريس رئيسية في معظم البرامج، معتبرةً أن هذا التوجه سيؤدي إلى توفير ما يقارب 300 مليون يورو سنويًا.

وكانت الحكومة السابقة قد بدأت العام الماضي بتطبيق إجراءات لتقليل أعداد الطلاب الدوليين، إلا أن التغييرات كانت طفيفة نسبيًا آنذاك. أما البيانات الحديثة، فتظهر انعكاس الإجراءات على العام الدراسي الحالي، فيما تستعد الحكومة الجديدة لنشر خطط أكثر تشددًا حيال أعداد الطلاب الأجانب.

وأعلن وزير التعليم، إبو بروينز، عن خطط جديدة تهدف إلى ضمان أن تكون نسبة الفصول الدراسية في معظم برامج البكالوريوس بغير اللغة الهولندية لا تتجاوز الثلث. كما سيتم تشكيل لجنة خاصة للموافقة على جميع البرامج الدراسية التي تُدرس باللغة الإنجليزية فقط.

حاليا، حوالي ثلث برامج البكالوريوس في هولندا يتم تدريسها بلغات أخرى، ونصف هذه البرامج هو مزيج من اللغة الهولندية والإنجليزية.

تحذيرات من تأثيرات سلبية على التعليم العالي

بدورها، حذرت الجامعات الهولندية من أن النهج الحكومي الجديد قد يؤثر سلبا على نظام التعليم العالي في البلاد. وصرّح كاسبار فان دن بيرج، رئيس اتحاد الجامعات الهولندي UNL، قائلاً: “هذه التغييرات تهدد مستقبل بعض البرامج الدراسية، مما سيكون له تأثير مباشر على الطلاب الهولنديين”.

وأضاف فان دن بيرج: “الجميع يعلم أننا بحاجة إلى جميع المواهب التي يمكننا جذبها، ودول الجوار تعمل بقوة على استقطاب المواهب الدولية في مجالات البحث والابتكار، بينما الحكومة الهولندية تسير في الاتجاه المعاكس، إذ تضع قيودًا وتفرض المزيد من التخفيضات”.

انخفاض تصنيف الجامعات الهولندية عالميا

ومن الجدير بالذكر أنه في أكتوبر الماضي، أظهرت التصنيفات العالمية تراجع معظم الجامعات الهولندية الـ13 في ترتيبها ضمن تصنيف “التايمز” للتعليم العالي، ولم يتمكن أي منها من التواجد في قائمة أفضل 50 جامعة عالميا.

وقد أشار التقرير إلى أن “الحكومة الائتلافية الجديدة، التي يتصدرها حزب الحرية ”PVV” اليميني المتطرف كأكبر الأحزاب، قد اقترحت قيودا على الطلاب والباحثين الدوليين، بما في ذلك تقليص استخدام اللغة الإنجليزية في التعليم ورفع الرسوم الدراسية للطلاب من خارج الاتحاد الأوروبي”.

يتوقع أن تنشر الأرقام النهائية بشأن أعداد الطلاب الأجانب في الجامعات الهولندية في الربع الأول من العام القادم، وسط ترقب لمعرفة مدى تأثير هذه السياسات على قطاع التعليم العالي في هولندا.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات