أخبار هولندا

الوضع الأمني في مركز تير أبل لاستقبال اللاجئين “خطير للغاية”

حذر مفتشو وزارة العدل الهولندية من تدهور الأوضاع الأمنية في مركز تير أبل لاستقبال اللاجئين، حيث وصفوا الوضع بـ”الخطير للغاية”. وأشار المفتشون إلى مخاطر جسيمة يتعرض لها الموظفين وطالبي اللجوء في المركز، تتضمن التعرض للعنف، وذلك مع ازدياد حوادث الطعن وغيرها من أعمال العنف.

ازدياد حوادث العنف ونقص الموارد في مركز تير أبل لاستقبال اللاجئين:

يواجه مركز تير أبل، كونه المحطة الأولى لاستقبال جميع الوافدين الجدد إلى هولندا، ضغطا هائلاً يفوق قدرته على الاستيعاب. حيث يُقيم المئات من الشبان القادمين من دول ثالثة آمنة في ظروف مكتظة مع عائلات وأشخاص فروا من مناطق الحرب، مما يخلق بيئة قابلة للاشتعال.

أدى ذلك إلى تفاقم حوادث العنف داخل المركز، حيث ارتفع عدد عمليات الطعن بشكل ملحوظ منذ الزيارة الأخيرة للمفتشين في ديسمبر الماضي. ووصل الأمر إلى حد تدخل الشرطة لإطلاق النار على شخص يُعتقد أنه طالب لجوء، وذلك في محاولة للسيطرة على الوضع.

وفقا للمفتشين، فإن موظفي وكالة إيواء اللاجئين (COA) وحراس الأمن الخاص لم يعودوا قادرين على ضمان سلامة الجميع في المركز. كما ارتفع عدد ”الأسلحة” التي تم مصادرتها من المقيمين في المركز بشكل كبير، ليصل إلى 160 ”سلاحا” في أبريل.

نوه المفتشون إلى أن موظفي المركز لم يتلقوا التدريب الكافي للتعامل مع مثل هذه الحوادث، كما تعاني وكالة إيواء اللاجئين (COA) من نقص في حراس الأمن. وازدادت حدة الأزمة مع نقص الموظفين لدى الشرطة وعدم قدرتهم على تقديم المساعدة الكافية.

مسؤولية مشتركة:
ألقى المفتشون اللوم على كل من إدارة وكالة إيواء اللاجئين ”COA” والحكومة الهولندية لتفاقم الأوضاع في مركز تير أبل. حيث طالبت وزيرة العدل ديلان يسيلجوز ونائبها إريك فان دير بورغ باتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة هذه المشكلات، بما في ذلك توفير التدريب المناسب للموظفين وتعزيز الأمن داخل المركز.

من جانبها، أكدت قائدة شرطة المحلية ليزبيث هاوزر على إدراكهم لخطورة الوضع، لكنها شددت على أن مسؤولية معالجته تقع على عاتق السلطات الإدارية والسياسية وليس على الشرطة.

تاريخ من التحذيرات:
يُفترض أن يستوعب مركز الاستقبال 2000 طالب لجوء كحد أقصى، لكن هذا العدد يتم تجاوزه بشكل متكرر. يضطر اللاجئون للعيش في ظروف مكتظة وغير صحية، مع قلة أماكن الإقامة والطعام.
ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق تحذيرات بشأن الأوضاع المتردية في مركز تير أبل. ففي ديسمبر الماضي، حذر المفتشون من عدم تلبية “أكثر المتطلبات الأساسية” المتعلقة بالمأكل والمبيت، كما أشار تقرير صادر عن مجلس الصحة المحلي في خرونينجن إلى مشكلات النظافة وسوء المعيشة داخل المركز.

معضلة مستمرة:
مع تولي الحكومة الجديدة مهامها، تقع على عاتق وزيرة الدولة لشؤون الهجرة ماريولين فابر، وهي عضو سابق في حزب الحرية (PVV) اليميني المتطرف، مسؤولية معالجة هذه الأزمة.

يبقى مستقبل مركز تير أبل لاستقبال اللاجئين مرهونا بخطوات حاسمة من قبل الحكومة الهولندية لضمان سلامة وأمن الموظفين وطالبي اللجوء، ومعالجة الأسباب الجذرية للازدحام ونقص الموارد التي أدت إلى تدهور الأوضاع بشكل كبير.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات