الكاميرات الذكية ترصد استخدام الهاتف أثناء القيادة في هولندا

مع تزايد الحوادث المرورية الناجمة عن تشتت انتباه السائقين، قررت النيابة العامة في هولندا اتخاذ خطوة حازمة للحد من هذه الظاهرة، وذلك من خلال استخدام التكنولوجيا المتقدمة. فقد أعلنت عن شراء 50 كاميرا ذكية متنقلة قادرة على اكتشاف السائقين الذين يستخدمون هواتفهم المحمولة أثناء القيادة، مما يشكل خطرا كبيرا على السلامة المرورية.
ارتفاع الغرامات لمستخدمي الهواتف أثناء القيادة
منذ عام 2019، تم حظر استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة بدون حامل يدوي، إلا أن هذه الظاهرة لا تزال منتشرة بشكل واسع، حيث تم تسجيل أكثر من 160,000 غرامة في العام الماضي وحده. ومع إدخال هذه الكاميرات الجديدة، يتوقع أن يرتفع هذا الرقم بشكل كبير. واعتبارا من أبريل القادم، سيتم تشغيل هذه الكاميرات على مدار 24 ساعة يوميا، مما يعني رصدا أكثر دقة وشمولية للمخالفين.
الغرامة الحالية لاستخدام الهاتف أثناء القيادة تبلغ 420 يورو، ولكن سيتم زيادتها قريبا إلى 430 يورو، وفقا لما أعلنته السلطات. وتؤكد النيابة العامة أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز السلامة المرورية وتقليل عدد الحوادث القاتلة التي يتسبب فيها تشتت انتباه السائقين بسبب استخدام الهواتف.
التكنولوجيا في خدمة السلامة المرورية
تعتمد آلية عمل الكاميرات الذكية على تقنيات متطورة يمكنها التقاط صور للسائقين داخل سياراتهم، مما يسمح بالتعرف على من يستخدم الهاتف يدويًا أثناء القيادة. حاليًا، تتم عمليات الفحص باستخدام كاميرات المرور العادية بالإضافة إلى ضباط الشرطة الذين يقومون بمراقبة السائقين من داخل حافلات مخصصة، لكن هذه الكاميرات الذكية ستعمل بشكل أكثر دقة وفعالية دون الحاجة إلى تدخل بشري مستمر.
توقعات بزيادة المخالفات
صرّحت المدعية العامة، ليزبث شويجر، لمحطة “NOS” الإذاعية بأن “عدد الغرامات سيشهد ارتفاعًا كبيرًا بعد تطبيق هذه الكاميرات الجديدة”، مضيفة أن الدراسات تشير إلى أن ثلاثة أرباع السائقين في هولندا يستخدمون هواتفهم يدويًا أثناء القيادة في مرحلة ما.
إن تطبيق هذه التقنيات المتطورة لا يهدف فقط إلى فرض الغرامات، بل يسعى أيضًا إلى خلق بيئة قيادة أكثر أمانًا للجميع. ومع تزايد الوعي حول مخاطر استخدام الهاتف أثناء القيادة، من المتوقع أن تسهم هذه الإجراءات في تقليل عدد الحوادث وإنقاذ الأرواح على الطرقات.