التفكير في الحصول على الجنسية الهولندية من خلال التجنيس يعتبر خطوة هامة تحمل الكثير من الالتزامات والمتطلبات. بالنسبة للشريك الذي يرتبط بمواطن هولندي، سواء كان متزوجاً أو يعيش معه دون زواج، هناك بعض التسهيلات القانونية التي قد تسهم في تيسير إجراءات التجنيس. يوضح ليوني هاينين من مكتب “إيفريت للمحاماة” الشروط العامة للحصول على الجنسية، بالإضافة إلى بعض الاستثناءات التي يمكن أن تنطبق على الشركاء الأجانب لمواطنين هولنديين.
الشروط العامة للحصول على الجنسية الهولندية
للتأهل لطلب التجنيس في هولندا، يجب أن يستوفي المتقدم عدداً من المتطلبات الأساسية التي تضعها الحكومة الهولندية لضمان الاندماج المناسب والاستقرار داخل المجتمع الهولندي. ومن هذه الشروط:
- الإقامة: يجب أن يكون مقدم الطلب قد عاش في هولندا لمدة خمس سنوات متواصلة على الأقل، مع تصريح إقامة ساري المفعول طوال هذه الفترة.
- نوع تصريح الإقامة: ينبغي أن يكون تصريح الإقامة لأغراض غير مؤقتة؛ أي أن يكون لغرض طويل الأمد، مثل العمل أو الدراسة أو الحياة الأسرية.
- التخلي عن الجنسية الأصلية: يُطلب من المتقدمين عادةً التخلي عن جنسيتهم الأصلية عند الحصول على الجنسية الهولندية، إلا في حالات معينة تعفيهم من هذا الشرط.
- شهادة الاندماج المدني: يجب على المتقدمين اجتياز امتحان الاندماج المدني، أو تقديم شهادة معادلة تثبت إلمامهم بالثقافة واللغة الهولندية.
- توفر وثائق صالحة: من الضروري وجود جواز سفر ساري وشهادة ميلاد موثقة لتقديم طلب التجنيس.
- سجل جنائي نظيف: يتطلب القانون أن يكون سجل المتقدم الجنائي خالياً من أي إدانة جنائية في السنوات الخمس الأخيرة.
فترة التجنيس ومتطلبات الإقامة
تستند قاعدة الإقامة الأساسية إلى ضرورة العيش في هولندا لمدة خمس سنوات متتالية. يجب أن يجدد المتقدم تصاريح الإقامة في الوقت المناسب دون انقطاع لضمان استيفاء متطلبات الإقامة المستمرة. ولكن في حالات الشركاء المرتبطين بمواطنين هولنديين، سواء كانوا متزوجين أو غير متزوجين، قد يتم تقليص فترة الإقامة المطلوبة، مما يسهم في تسهيل عملية التجنيس.
تجنيس الشركاء غير المتزوجين
في حال كان الشريك الأجنبي يعيش مع شريكه الهولندي بشكل مستمر في هولندا، قد يصبح مؤهلاً لتقديم طلب التجنيس بعد ثلاث سنوات من التعايش. لا يُشترط الزواج الرسمي أو تسجيل الشراكة، ولكن يتعين على المتقدم تقديم دليل على الإقامة المشتركة المستمرة مثل سجلات الإقامة المشتركة لدعم الطلب.
مثال توضيحي: جيمس، وهو مواطن كندي، انتقل للعيش في هولندا وعاش هناك لمدة عام قبل أن ينتقل للعيش مع صديقته الهولندية ماريا. بعد ثلاث سنوات من التعايش المستمر مع ماريا في هولندا، دون زواج أو شراكة مسجلة، أصبح جيمس مؤهلاً لتقديم طلب التجنيس بعد تلبية باقي الشروط المطلوبة. بحلول ذلك الوقت، يكون قد أمضى أربع سنوات كاملة في هولندا.
تجنيس الشركاء المتزوجين
إذا كان الشريك الأجنبي متزوجاً أو في شراكة مسجلة مع مواطن هولندي لأكثر من ثلاث سنوات، ويعيشون معاً لأكثر من ثلاث سنوات سواء داخل أو خارج هولندا، يمكن لهذا الشريك تقديم طلب التجنيس من خارج هولندا. وفي حال كانت الشراكة غير الرسمية قد بدأت في هولندا قبل الانتقال إلى الخارج، فإن فترة الإقامة المشتركة في هولندا تُحتسب ضمن شرط الثلاث سنوات. من الجدير بالذكر أنه لا يمكن تقديم طلب التجنيس من بلد يحمل المتقدم جنسيته.
مثال 1: جوسي، وهو مواطن فنلندي، يعيش مع شريكه الهولندي مارك في الولايات المتحدة لمدة ثلاث سنوات، ولكن لا يمكن لجوسي تقديم طلب التجنيس من هناك لأنه ليس متزوجاً من مارك. وبعدما يتزوجان، يمكن لجوسي تقديم طلب التجنيس في السفارة الهولندية بواشنطن بعد مرور ثلاث سنوات على الزواج.
مثال 2: محمد، وهو مواطن مصري، يعيش مع زوجته الهولندية آنا في مصر منذ عشر سنوات، إلا أنه لا يستطيع تقديم طلب التجنيس من مصر لأنه يحمل الجنسية المصرية. بعد انتقالهما للعيش في فرنسا، يمكن لمحمد تقديم طلب التجنيس من السفارة الهولندية في باريس بمجرد حصولهما على الإقامة القانونية في فرنسا واستيفاء شروط التجنيس الأخرى.
الجنسية المزدوجة: هل يمكنك الاحتفاظ بجنسيتك الأصلية؟
القاعدة الأساسية في قانون الجنسية الهولندي تنص على أن الشخص الذي يحصل على الجنسية الهولندية من خلال التجنيس يجب عليه أن يتخلى عن جنسيته الأصلية. ومع ذلك، يسمح القانون الهولندي للشريك المتزوج أو المرتبط بشراكة مسجلة مع مواطن هولندي بالاحتفاظ بجنسيته الأصلية عند حصوله على الجنسية الهولندية. ولا يُشترط أن يكون الزوجان قد تزوجا لمدة معينة، بل يكفي أن يكونا متزوجين أو مرتبطين بشراكة مسجلة في تاريخ التجنيس. كما يعتمد الاحتفاظ بالجنسية الأصلية أيضاً على قوانين الجنسية في بلد المتقدم.
يمكن أن يكون الحصول على الجنسية الهولندية تجربة مليئة بالتحديات، خاصة فيما يتعلق بالمتطلبات القانونية والإجراءات الضرورية. ومع ذلك، فإن الهولنديين يطبقون بعض المرونة في شروط التجنيس، خصوصاً في حالات الشراكة مع مواطن هولندي، مما يجعل الإجراءات أقل تعقيداً للشركاء الأجانب.