أرباح شركة شل القياسية تثير غضب الهولنديين ووزير الطاقة مذهول من الأرقام
أعرب سياسيون هولنديون عن غضبهم بعد أن كشفت شركة رويال داتش شل يوم الخميس أن عام 2022 كان عاما قياسيا في تحقيق الأرباح، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى ارتفاع أسعار الغاز والنفط. بينما تعاني الأسر في البلاد لمواكبة ارتفاع تكاليف المعيشة، تمكنت شل عملاق شركات النفط و الطاقة من تحقيق أكبر أرباحها السنوية التي شهدتها الشركة في تاريخها الممتد 125 عاما.
شركة شل تحقق أرباحا قياسية بلغت 38.5 مليار يورو
في الصيف الماضي تداولت وسائل الإعلام الهولندية معلومات حول شركة شل بأنها تشهد ارتفاعا ملحوظا في أرباحها نتيجة لتحطم أسعار الغاز والنفط الأرقام القياسية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي. في ذلك الوقت، قال بن فان بيردن، الرئيس التنفيذي لشركة شل ، إن هذه الأرباح ستُستخدم جزئيا لإعادة شراء الأسهم والاستثمار في طاقة أكثر استدامة – على الرغم من وجود بعض الالتباس حول مقدار استثمار الشركة فعليا في مجال الاستدامة.
بعد ستة أشهر تقريبا، نشرت شركة شل تقريرها السنوي لعام 2022. تكشف الأرقام أن الشركة، التي حققت أرباحا إجمالية تقارب 38،5 مليار يورو، قد مرت بواحد من أفضل أعوامها على الإطلاق. في الواقع، شهدت شركة شل زيادة في أرباحها بأكثر من 20 مليار يورو بين عامي 2021 و 2022.
وهنا نذكر أن عام 2022 هو العام الأول الذي أصبحت فيه شل شركة بريطانية بالكامل بعد انتقالها من هولندا. في العام الماضي، فرضت الحكومة البريطانية ضريبة غير متوقعة على الأرباح المحققة من النفط والغاز المستخرج من الأراضي البريطانية – تشير تقارير شل إلى أنها خصصت حوالي 2 مليار يورو لتغطية معدل الضريبة الجديد، والذي لم يتم تضمينه في الرقم السنوي للربح.
عملاقة شركات الطاقة شل تستفيد من ارتفاع الأسعار وسط أزمة غلاء المعيشة؟
من المعروف أن شركات النفط العالمية الكبرى حققت ما يقرب من 260 مليار يورو من الأرباح في عام 2022 – ما يقرب من 120 مليارا أكثر من العام السابق، حيث ذكرت وكالة الأنباء الهولندية “إن أو إس” أن شركة BP هي الوحيدة التي سجلت خسارة.
ومن غير المستغرب، أن الأخبار أثارت الغضب في جميع أنحاء العالم، حيث تكافح العائلات والأفراد لمواكبة ارتفاع الأسعار وتفعل الحكومات ما في وسعها للحد من الضغوط المالية على الأسر والشركات.
كان أعضاء الحكومة الهولندية من بين المنتقدين لشركات النفط، حيث وصف أعضاء البرلمان والحكومة الأرباح بأنها “باهظة”. كما دعا الكثيرون إلى فرض ضرائب أعلى على شركات النفط، وإلزامهم باستثمار الأرباح في مشاريع الاستدامة
وعبر وزير الطاقة والمناخ الهولندي، روب يتين، عن غضبه وذهوله من الأخبار الواردة عن أرباح شركة شركة شل: “لقد صدمت عندما قرأت هذه الأرقام. وأول ما يتبادر إلى الذهن هو: ألا يمكنهم خفض أسعارهم مقابل المستهلكين والشركات قليلا؟ ” وسارع إلى الإشارة إلى أنه نظرا لأن شركة شل لم تعد موجودة في هولندا، لم يكن هناك الكثير مما يمكن للحكومة الهولندية القيام به.
