اقتصاد

هل نقترب من نهاية أزمة أسعار الغاز؟ خبراء يتوقعون استمرار التقلبات

أثيرت تساؤلات حول ما إذا كانت نهاية أزمة أسعار الغاز قد حانت أم لا، حيث يشير خبراء في مجال الطاقة إلى أن التقلبات في الأسعار ستظل قائمة لبعض الوقت. على الرغم من ارتفاع أسعار الطاقة بوتيرة أقل من التوقعات، وإعلان بعض موردي الطاقة عن تخفيض أسعارهم، وامتلاء مخزون الغاز في أوروبا، إلا أن السوق لا تزال تعاني من ضيق العرض، مما يؤدي إلى تقلبات في الأسعار وفقا لما نقلته هيئة الإذاعة الهولندية (إن أو إس) ذكره موردي الطاقة.

أزمة أسعار الغاز إلى أين تتجه؟

توضح الأوضاع الحالية أن أسعار الغاز تعدّ مرتفعة بحوالي 2.5 مرة مقارنةً بما كانت عليه قبل أزمة الطاقة التي اندلعت بسبب الأحداث في أوكرانيا. وعلى الرغم من الشتاء المعتدل ووفرة مخزون الغاز وتباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، يظل الوضع غير مستقر في ظل العوامل المتقلبة في سوق الطاقة.

وذكرت الهيئة الهولندية للإذاعة والتلفزيون أن ارتفاع الأسعار الأخير جاء نتيجة التهديد بإضراب في شركتي طاقة أستراليتين كبيرتين، مما أدى إلى تقليص الإمدادات من أستراليا، ودفع ذلك المستهلكين في أوروبا إلى البحث عن مصادر أخرى للغاز وبالتالي تسبب في ارتفاع الأسعار. وعلى الرغم من أن التهديد بالإضراب بدأ يتلاشى، إلا أن ارتفاع الأسعار الناتج عن هذه الحالة مازال باقياً.

أوضاع السوق تلعب أيضا دورا حاسما في تحديد اتجاه الأسعار، حيث يقول خبراء إن السوق لا تزال حساسة والعرض من الغاز السائل لا يزال محدودا، مما يجعل الأسعار تتذبذب بشكل كبير. وبالرغم من التصريحات التي تشير إلى انحسار أزمة الطاقة، يصرّ الخبراء على أنه يجب التوقع بأن هذا الوضع سيستمر لفترة طويلة، وربما تصل إلى سنتين إلى ثلاث سنوات.

يتجلى أحد التحديات أمام السوق في إنتاج الغاز المسال (LNG) الذي يتطلب تبريدا للغاز ليصبح مسالاً وبالتلي يمكن نقله عبر الناقلات البحرية. ورغم أهمية هذا النوع من الغاز، إلا أنه يستلزم استهلاكا كبيرا للطاقة ووقتا طويلاً لبناء المرافق اللازمة، مما يجعل السوق غير مستقرة حتى الآن.

فيما يتعلق بخيارات المستهلكين في هولندا، يعتبر البعض التوقيع عقود ثابتة خيارا جيدا خصوصا مع اقتراب نهاية الحد الأقصى للأسعار. من جهة أخرى، يفضل آخرون الاستمرار بالعقود المتغيرة للاستفادة من تراجع الأسعار في الوقت الحالي، ولكن هذا يأتي مع تحذيرات من تذبذب أسعار الطاقة التي قد تؤدي إلى مصاريف إضافية في حالة تقلب الأسعار.

تأتي هذه التطورات في سياق تغييرات كبيرة في سوق الطاقة، حيث أصبحت الولايات المتحدة وقطر من أهم موردي الغاز لأوروبا بدلاً من روسيا. تم توسيع القدرات الاستيرادية والتخزينية للغاز في هولندا لتوفير الامتيازات وتلبية احتياجات السوق المتزايدة.

على الرغم من الظروف الحالية المبشرة، يظل الخبراء يشددون على أن السوق الطاقة قد تشهد مرحلة من التقلبات والتحديات لفترة طويلة ما بين سنتين إلى ثلاث سنوات قادمة.

اترك تعليقاً

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات