نهاية أزمة نقص العمال في هولندا مع تراجع الطلب وانكماش الأرباح

في السنوات الأخيرة، شهدت هولندا نقصا حادا في أعداد العمال في العديد من القطاعات والصناعات، مما أثر بشكل كبير على الاقتصاد الوطني والشركات المحلية. ولكن وفقا لتقارير حديثة صادرة عن شركة التوظيف الهولندية “راندستاد”، يبدو أن نهاية أزمة نقص العمال قد بدأت تلوح في الأفق.

انحسار أزمة نقص العمال في هولندا

في عامي 2022 و 2021، كانت هولندا تعاني من نقص حاد في أعداد العمال في مختلف القطاعات والصناعات، مما أثر سلبًا على الإنتاجية وسبب صعوبات لأصحاب الأعمال في العثور على الكوادر اللازمة لتلبية احتياجاتهم. ولكن بحسب ما ذكرته “راندستاد”، فإن هذه المشكلة قد تبدأ في التحسن.

وفقا للتقرير الذي أصدرته “راندستاد”، يشير الانكماش الحالي في الطلب على العمالة الجديدة إلى أن الأزمة الوطنية للعمالة قد بدأت في التلاشي. تحدث رئيس الشركة، ساندر فانت نوردند، في التقرير الفصلي للشركة، حيث أشار إلى أن التقلبات الاقتصادية الحالية وارتفاع معدلات التضخم والرواتب كانت الأسباب وراء هذا التراجع في الطلب على العمالة.

ومنذ النصف الثاني من عام 2021، كان الباحثون عن وظائف في هولندا يستفيدون من وضع إيجابي، حيث ارتفع عدد الوظائف الشاغرة بشكل ملحوظ ووصل إلى مستويات قياسية في عام 2022. وتأثر ذلك بشكل إيجابي على الرواتب وشروط العمل، حيث أصبح المرشحون والموظفون قادرين على التفاوض بشأن شروط أكثر ملاءمة.

ومع ذلك، فإن الوضع قد بدأ في التغير خلال هذا الصيف. أفادت “راندستاد” بأن الطلب على العمالة الجديدة قد انخفض بشكل ملحوظ في الفترة الحالية. ووفقًا لتقارير وكالة الأنباء الهولندية NOS، فقد شهدت الشركة التوظيفية انخفاضًا في إيراداتها لمدة عدة أشهر متتالية، بعد أن بلغت ذروتها في عام 2022 نتيجة للطلب المتزايد على العمالة الجديدة.

وعزى رئيس “راندستاد” هذا التراجع في الأرباح إلى “الظروف الصعبة” التي يشهدها السوق حالياً، مثل التضخم العالي وارتفاع الرواتب. وأوضح أن هذه العوامل تسببت في تراجع الطلب على العمالة الجديدة وانكماش الأرباح.

على الرغم من هذا التراجع، يظل الوضع العام إيجابيا بالنسبة للباحثين عن وظائف في هولندا، حيث يستمر عدد الوظائف الشاغرة في الارتفاع. ومن المتوقع أن تستمر السوق في التحسن تدريجيا بمرور الوقت، مما يمنح المرشحين والموظفين فرصا أفضل للعمل تحت شروط أكثر ملاءمة.