العالم

كوسوفو و صربيا حرب جديدة تهدد أوروبا

تصاعدت التوترات على الحدود بين كوسوفو وصربيا حيث أعلنت سلطات بريشتينا عن قانون جديد يُلزِم الجميع، بمن فيهم الصرب الذين يعيشون في كوسوفو، الحصول على بطاقة هوية من إصدار البلد وتغيير لوحات السيارات القادمة من صربيا المجاورة بلوحات من إصدار كوسوفو.

وانتشرت الشرطة الخاصة في كوسوفو بمركبات مدرعة على الحدود الشمالية حيث أفادت التقارير أن ميليشيات صربية أغلقت الطرقات وبعض المناطق الشمالية لكوسوفو.

أعلنت شرطة ​كوسوفو​ أنها أغلقت معبرين حدوديين بعد أن أغلق الصرب المحليون الطرق وأطلقوا النار على ​الشرطة​ احتجاجا على أمر بتبديل لوحات ترخيص السيارات الصربية إلى لوحات كوسوفو في غضون شهرين. التوترات بين ​صربيا​ وكوسوفو بلغت ذروتها الآن، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.

وأعلنت قوة الناتو في كوسوفو عن استعدادها للتدخل “إذا تعرض الاستقرار للخطر في شمال كوسوفو” إثر تصاعد التوترات الحدودية بين بلغراد و بريشتينا.

وحمّل رئيس وزراء كوسوفو، ألبين كورتي الأحد الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، مسؤولية تصاعد التوتر ونشوب صراع محتمل بين الجيش الصربي وشرطة كوسوفو.

وقال كورتي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن “إصدارنا لوثائق الخروج والدخول (للبلاد) عند المعابر الحدودية مع صربيا (بموجب قانون جديد) لم يبدأ بعد، لكن الكيانات الصربية غير الشرعية في الشمال بدأت بإقامة حواجز الطرق وإطلاق النار”.

ومشيراً إلى “التصريحات واجتماعات التخويف والتهديد في بلغراد (العاصمة الصربية)”، قال رئيس الوزراء الكوسوفي إن “هذه الأعمال العدوانية التي حدثت اليوم جرى التخطيط لها والتحريض عليها”.

كما حذر من أن “ساعات الأيام والأسابيع القادمة قد تكون صعبة وإشكالية”، قائلا: “نواجه شوفينية قومية صربية معروفة جيداً لنا”.

ومن جانبه، أبلغ وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو نظيريه الصربي والكوسوفي استعداد تركيا للقيام بما يقع على عاتقها من أجل خفض التوتر بين البلدين، حسبما ذكرت وكالة الأناضول.

الصراع بين صربيا وكوسوفو متأصل بعمق في كلا البلادين

كانت كوسوفو منطقة ذاتية الحكم ضمن صربيا حتى 17 فبراير 2008 حين أعلن البرلمان الكوسوفوي بالإجماع استقلالها وإعلان برشتينا عاصمة لها، وحالياً تعترف 108 دول باستقلال كوسوفو. ولكن لم تعترف صربيا وروسيا بها كدولة مستقلة حتى اليوم.

أعلنت كوسوفو الاستقلال من جانب واحد عن صربيا في عام 2008، وهي خطوة ترفضها صربيا. لا تعترف صربيا بكوسوفو كدولة مستقلة وما زالت تعتبرها جزءاً من أراضيها، وتدعم أقلية صربية مسيحية تعيش في كوسوفو. في البداية لم تكن هناك علاقات بين البلدين؛ ولكن في السنوات التالية كان هناك زيادة في الحوار والتعاون بين الجانبين.

يشار إلى أن كوسوفو ذات أغلبية ألبانية ساحقة تفوق 90%، والألبان عادةً ذوو أغلبية مسلمة، ويعيش الألبان إلى جانب بضع الأقليات والمجموعات الإثنية الأخرى، أهمها البوشناق والأتراك المسلمون والصرب المسيحيون. إلا أن الهوية الألبانية طاغية على الثقافة الكوسوفية، في محاولة منهم لإبراز هوية طُمِست إبان الحكم اليوغسلافي الذي كان يسعى لفرض اللغة الصربية كلغة موحدة لكل أقاليمه.

وبعد 14 عاماً من إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا، لا يزال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شمال البلاد يستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات