عمدة روتردام أحمد أبو طالب يقرر الاستقالة من منصبه

بعد خدمته التي استمرت 15 عاماً، أعلن أحمد أبو طالب، البالغ من العمر 62 عاما، استقالته من منصب عمدة مدينة روتردام. ويشغل أبوطالب منصب عمدة روتردام منذ يناير/ كانون الثاني 2009.

وفي رسالة وجهها إلى أعضاء المجلس البلدي، صرح أبوطالب: “بعد خدمة مدينتنا الرائعة لأكثر من 15 عاما، أعتقد أنه حان الوقت لإفساح المجال أمام عمدة جديد.”

أكد أبوطالب أنه بعد تفكير عميق ، قرر أن يتيح الوقت الكافي للمسؤولين للبحث عن خليفة مناسب قبل انتخابات المجلس المحلي في عام 2026.

ورغم الإعلان عن قراره بمغادرة منصبه، إلا أن أبو طالب لم يحدد تاريخا نهائيا للاستقالة، مؤكدا أنه سيظل في خدمة المدينة حتى ذلك الحين.

وشدد أبو طالب في خطابه التقليدي لرأس السنة الجديدة أمام مجلس المدينة، على قيمة التواصل والاحترام بين المواطنين، مُشيرا إلى أن العالم يحتاج إلى أولئك الذين يسعون لخدمة الإنسانية بإيجابية وثقة ونوايا حسنة.

أحمد أبو طالب من وزير دولة إلى عمدة روتردام .. مسيرة حافلة

أبو طالب، الذي وصل إلى هولندا قادماً من المغرب في سن الخامسة عشرة، كان أول عمدة مسلم يُعين في مدينة رئيسية في غرب أوروبا عند توليه المنصب في عام 2009.

قبل أن يتولى أبو طالب منصب عمدة روتردام، شغل سابقاً منصب وزير الدولة للشؤون الاجتماعية والعمل في حكومة يان بيتر بالكنند الرابعة. كما كان عضواً في السلطة التنفيذية لأمستردام.

وتُوج أحمد أبو طالب، بجائزة أفضل عمدة في العالم لعام 2021، والتي منحتها منظمة “سيتي مايورز” المقرّة في بريطانيا. نظرا لتطبيقه مبدأ المساواة في تعامله مع سكان المدينة، دون النظر إلى أصولهم أو خلفياتهم.

وأشارت المنظمة إلى أن أبو طالب يتعامل مع جميع المواطنين على أنهم جزء من روتردام ومنتمون إليها، دون تمييز.

لجنة التحكيم، وقتها، أثنت على “شجاعته وصبره وتواضعه” و “قيادته الاستثنائية”، خاصةً خلال جائحة كورونا حيث أظهر وعيا كبيرا بضعف وهشاشة بعض الفئات في المجتمع.

في عام 2014، اختارت مجلة “إليسفير” الإسبوعية الهولندية أبو طالب شخصية العام ومنحته لقب المواطن الهولندي الأول لذلك العام، وصفته بأنه “شخصية حازمة وملتزمة تكرس جهودها بشكل كامل للعمل”. وبعد شهرين من ذلك التكريم، اختاره زملاؤه من عمداء المدن الهولندية الأخرى ليحمل لقب “عمدة السنة”.

كما قدمت مجلة “بيننلاندس بيستور” الإسبوعية في نفس العام أبو طالب كأفضل مسؤول محلي في هولندا. وأشادت المجلة بإدارته الفعّالة والكفاءة في إدارة المدينة، مُشيرة إلى قدرته على منح روتردام هوية تليق بها على المستوى المحلي والعالمي.