أخبار هولندا

اعتقال رجل سوري في هولندا يترك صدمة كبيرة في القرية التي يقيم فيها

اعتقال رجل سوري في هولندا يترك صدمة كبيرة في القرية التي يقيم فيها

لأول مرة، يُحاكم شخص في هولندا بتهمة قيامه بعملية إعدام في سوريا. حيث نُشر شريط فيديو لهذه الواقعة على الإنترنت. واعتباراً من اليوم، تنظر محكمة لاهاي في القضية.

المشتبه به طالب لجوء سوري يبلغ من العمر 49 عاماً، ويُقال إنه ارتكب جرائم حرب في بلده الأصلي بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة الهولندية “إن أو إس” وترجمة موقع هنا هولندا. وكان اعتقاله بمثابة صدمة لقرية كابيل في مقاطعة زيلاند، حيث عاش الرجل السوري لعدة سنوات مع زوجته وأطفاله السبعة. وكان معروفاً بأنه رجل ودود، ولعب لنادي كرة القدم المحلي وذهب أيضاً إلى الكنيسة في القرية.

لكن ماضيه قاتم للغاية، بحسب النيابة العامة الهولندية. قبل رحلته إلى هولندا، قيل إنه كان قائداً لحركة جبهة النصرة، وهي فرع محلي للقاعدة حسبما قالت “إن أو إس” حيث يشتبه بارتكاب جرائم حرب وجرائم إرهابية، بما في ذلك عمليات الإعدام.

وحصل الإعدام في صيف عام 2012 وتم نشره في مقطع فيديو على موقع يوتيوب. القتيل كان مقدم أسير من القوات الجوية السورية. ورغم استسلامه، اقتيد الضابط إلى ضفة الفرات وأُطلق عليه الرصاص هناك.

ونشرت هيئة الإذاعة الهولندية جزء من مقطع الفيديو دون عرض لحظة الإعدام، ونشر الفيديو على موقع يوتيوب قائلاً: “هذا مصير كل خائن، كل قاتل، كل مجرم يقتل مدنيين أبرياء لقد قصف منازل المدنيين “.

منذ عدة سنوات، تحاول النيابة العامة الهولندية زيادة جهودها للتحقيق في جرائم الحرب في سوريا. تم الاتفاق حول هذا الموضوع مع دول أوروبية أخرى.

لكن العثور على أدلة ملموسة غالباً ما يكون صعباً، لأن إجراء التحريات في سوريا يعتبر أمر مستحيل وهذا السبب بقاء الشكوك في كثير من الأحيان بالانتساب إلى عضوية منظمة تصنفها هولندا أنها إرهابية.

حكم قاض هولندي مؤخراً على رجلين بالسجن لسنوات بتهمة الركل والوقوف بجوار جثة وتعتبر هذه أيضاً ضمن جرائم الحرب مثبتة.

الآن، ولأول مرة، هناك قضية تتعلق بتنفيذ حادثة إعدام في سوريا. كان من الممكن أن يلعب المشتبه به “أحمد ك” دوراً قيادياً داخل الجماعة التي ارتكبت جريمة القتل في شرق سوريا.

بعد فترة وجيزة من حادثة الإعدام، أجرى مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية. في ذلك الوقت، قال بنفسه، أصيب برصاصة قناص، وكيف قاتل في البداية مع الجيش السوري الحر. ولأنه شعر أن هؤلاء الثوار لم يفعلوا الكثير ضد نظام الرئيس الأسد، فقد تحول إلى جبهة النصرة. حيث وجد الهيكل والانضباط الذي كان ينقصه الجيش السوري الحر في المقاتلين المتدينين بحسب ما نقلت إن أو إس.

وتحت لقب أبو خضر أصبح قائداً لإحدى كتائبهم وكانت خبرتهم: تصنيع متفجرات محلية وتفخيخ السيارات. في عام 2014 هرب إلى هولندا، بزعم تلقي العلاج لابنته المريضة ثم انتهى به المطاف في كابيل مع عائلته.

قامت الشرطة الهولندية بتعقب “أبو خضر” بعد تلقيها معلومة من ألمانيا. وكان هناك تحقيق مع أعضاء آخرين من كتيبته. وكانت الشرطة الألمانية قد حصلت على إفادات شهود ضد المشتبه به، واستمرت هولندا في تتبع ذلك.

عميل سري

إحدى السمات الخاصة للتحقيق هي وجود عميل سري. أحمد ك. اعترف لذلك العميل أنه يستطيع سماعه في فيديو الإعدام. ليكشف التحقيق الصوتي أنه كان بالفعل صوت المشتبه به.

كما أصبح لدى النيابة العامة الآن شريط فيديو آخر حيث يظهر بنفسه في هذا الشريط. وسيتم عرض مقاطع الفيديو في المحكمة لاحقاً أثناء جلسة المحاكمة.

ميزة خاصة أخرى للقضية هي أن المحكمة أجرت مقابلة مع شاهد لأول مرة عبر تطبيق “وتسآب”حيث يتعلق الأمر بشاهد في سوريا.

مقايضة الأخ

وفقا للسلطة القضائية، أدى التحقيق الذي أجراه فريق الجرائم الدولية إلى قدر كبير من الأدلة ضد اللاجئ من كابيلي.

تقول “إن أو إس” نقلاً عن النيابة العامة أن تشتبه بحصول مفاوضات على دفع فدية كما يظهر في الفيديو، حيث يعرض الضابط “15 مليون ليرة”، مقابل إطلاق سراحه على ما يبدو.

ولكن رد عليه أحمد: “هذه لا تساوي قطرة دم من الأطفال الذين قتلوا في دير الزور أو حمص أو الحولة” ، في إشارة إلى أماكن قتل فيها عدد كبير من المدنيين.

يتحدث أحمد عن قصة مختلفة حيث يقول إنه كان يحاول تجنب الإعدام، وأنه كان يتفاوض من أجل شقيقه الذي سجنه نظام الأسد والذي يتعرض للتعذيب في السجن. وكان من الممكن أن يتم تبادل الضابط بأخيه، ولكن هذا لم ينجح ولهذا السبب أُجبر على الانضمام إلى فرقة الموت بحسب ما ذكرت إن أو إس.

وقال أحمد في مقابلة الغارديان أنها كانت بمثابة تفاخر له لضمان عدم تعرضه لمضايقات من قبل الجهاديين في منطقته.

اعتباراً من اليوم، سيتم التعامل مع الدعوى بشكل موضوعي من قبل محكمة لاهاي، والتي لها اختصاص النظر في الجرائم الدولية. وستكون جلسة الاستماع في غرفة مؤمنة إضافية في روتردام ومن المتوقع صدور حكم في أوائل يوليو / تموز القادم.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات