من هو خليفة مارك روته في زعامة حزب الشعب من أجل الديمقراطية؟
يحتفظ حزب الشعب من أجل الديمقراطية (VVD) في هولندا بمكانته كواحد من أكبر الأحزاب السياسية في البلاد. ومع إعلان اعتزال زعيمه الحالي مارك روته العمل السياسي، يستعد الحزب لاختيار شخصية جديدة لقيادة الحزب في ظل تحديات داخلية ودولية صعبة.
تعد الانتخابات القادمة للبرلمان الهولندي فرصة حاسمة لحزب الشعب (VVD) لتحديد هويته الجديدة واختيار قائد يمتلك الرؤية والقدرة على قيادة الحزب في المستقبل. وفقا للتقارير السياسية، تم تجميع قائمة بعدة مرشحين محتملين، وتنوعت خلفياتهم وخبراتهم في العمل السياسي.
قادة بارزين في حزب الشعب الليبرالي يرفضون تولي قيادة الحزب ويفسحون المجال لوزيرة العدل
أعلن اثنان من المرشحين لتولي منصب زعيم حزب الليبراليين اليمينيين (VVD) في هولندا، رفضهما تولي المنصب، مما يفتح الباب أمام وزيرة العدل ديلان يسيلجوز لخوض هذه التحديات.
أعلن كلاس دايكهوف، الذي شغل مناصب متعددة في الحكومة الهولندية بقيادة مارك روته السابقة، في مقابلة تلفزيونية أمس الاثنين في برنامج “أوب1″، أنه لا يرغب في تولي منصب الزعامة. وعبر عن توافقه مع صورة الرئيس الذي يتطلع له الجمهور، بينما يروج لصورة مختلفة عن نفسه كأب وشريك.
وكان دايكهوف مرشحا قويا لخلافة روته وحظي بتأييد الجمهور في استطلاع للرأي تلفزيوني، ويعتبر أحد المرشحين المحتملين لجذب الأصوات.
وتأتي هذه الأحداث في ظل استعداد هولندا للانتخابات المقبلة لاختيار حكومة جديدة في منتصف نوفمبر، بعد انهيار التحالف الحكومي الحالي.
أوضح دايكهوف أنه أعلن موقفه سابقا وأن قيادة الحزب ليست في خططه للأعوام الـ14 المقبلة على الأقل. وأضاف أنه اتخذ القرار بعدم أن يصبح سياسيا بدوام كامل، مؤكدا على تفضيله الأسرة وحياته الشخصية.
وفي سياق متصل، أعلنت إديت سخيبرز، وزيرة الصحة السابقة والزعيمة الحالية للحزب في مجلس الشيوخ، أنها ليست مرشحة لتولي هذا المنصب.
بالإضافة إلى ذلك، صرح النائب السابق أندريه بوسمان يوم الاثنين بأنه سينافس على منصب القيادة على الرغم من أن فرصه ضئيلة. بوسمان هو طيار سابق لطائرات F16 وكان عضوا في البرلمان من عام 2010 حتى عام 2021.
مع تعدد المرشحين واختلاف آراء الناخبين، تبقى قضية اختيار القائد المناسب لحزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD) قضية حساسة. ستكون القدرة على توحيد الحزب وتقديم رؤية مستقبلية قوية هي العوامل الحاسمة في اتخاذ القرار النهائي.
قائمة المرشحين الأوفر حظاً بخلافة مارك روته
- كلاس دايكهوف
في المقدمة يأتي كلاس دايكهوف، البالغ من العمر 42 عاما، الذي بدأ حياته السياسية في مجلس بلدية بريدا وتولى مناصب وزارية مهمة مثل وزير الدفاع ووزير الدولة للجوء.
يُعرف دايكهوف بقدرته على التعامل مع الأزمات، وحصد جوائز عديدة من بينها جائزة سياسي العام في عام 2015 وفاز أيضا في برنامج التلفزيون “أذكى رجل”.
بعد انتخابات مجلس النواب في عام 2021، غادر الحياة السياسية واختار أن يركز على عائلته وبدأ مكتبه الاستشاري الخاص به.
وفقا لاستطلاع رأي أجرته إر تي إل نيوز، يراه 80 في المائة من ناخبي حزب الشعب (VVD) خلفية قادم لروته. ومع ذلك، السؤال الذي يطرح نفسه حول دايكهوف هو ما إذا كان لديه رغبة مرة أخرى في التعامل مع صخب الحياة السياسية. ويبدو أن الجواب حالياً: لا. - ديلان يسيلجوز
وزيرة العدل الحالية، البالغة من العمر 46 عاما، التي تتمتع بسجل حافل في مكافحة الجريمة والهجرة. بدأت حياتها السياسية في أمستردام وكانت عضوة في مجلس المدينة هناك.
وقادت المفاوضات بشأن قضية الهجرة التي أدت في النهاية إلى سقوط الحكومة الحالية. وبالرغم من الانتقادات حول توليها وزارة الأمن دون دراسة القانون، إلا أنها تحظى بتأييد كبير من أنصار الحزب. تجدر الإشارة أن يسيلجوز وُلدت في تركيا وعاشت في هولندا كلاجئة منذ سنة الثامنة.
ووفقا لاستطلاع أجرته إين فانداخ، تحظى يسيلجوز بدعم 75% من ناخبي حزب الشعب VVD، ويعتبر 33% من السكان عموما مرشحا محتملا لمنصب رئيس الوزراء. - جانين هينيس
أول وزيرة للدفاع في هولندا، أحد أبرز المرشحين المحتملين، إذ تتمتع بخبرة واسعة في الساحة السياسية. استقالت هينيس في أكتوبر 2017 من منصبها كوزيرة للدفاع بعد سماعها انتقادات لاذعة من مجلس النواب حول أدائها بعد نشر تقرير من مجلس السلامة الهولندي فيما يتعلق بحادث القذيفة الصاروخية في مالي، التي أسفرت عن مقتل جنديين هولنديين.
وأقرت، وقتها، إنها استقالت بعدما سلط تقرير الضوء على إخفاقات شديدة من جانب وزارتها خلال مهمة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في مالي.
في عام 2018، غادرت إلى العراق لتصبح مبعوثة للأمم المتحدة.
وكانت هينيس أيضا صديقة مقربة من روته. لا تزال تحظى بثقة جزء من ناخبي حزب الشعب، حيث يرون فيها خيارا مقبولاً بنسبة 42 في المائة. - إديت سخيبرز
تعود إديت سخيبرز، البالغة من العمر 58 عاما، التي شغلت مناصب وزارية ورئيسة لشركة “DSM”، إلى الحياة السياسية في هذا العام. حيث تم تعيينها كرئيسة لقائمة حزب الشعب الديمقراطي في انتخابات مجالس الدولة الأولى.
كانت وزيرة ناجحة للصحة والرعاية والرياضة وعضوا في مجلس النواب لحزب الشعب من عام 2003 حتى عام 2010.
كما كانت نائبة رئيس الكتلة في البرلمان في عام 2006. ورغم أنها لم تلفت الأنظار خلال الحملة الانتخابية، إلا أنها مرشحة بارزة وتحظى بتأييد 34% من ناخبي حزب الشعب. - بالإضافة إلى ذلك، يتردد أسماء أخرى مثل:
- صوفي هيرمانز رئيسة كتلة حزب الشعب من أجل الديمقراطية (VVD)، وهي عضو في البرلمان منذ عام 2017. كانت مساعدة سياسية لرئيس الوزراء روته.
- كريستيان فان دير وال، وزيرة الدولة لسياسة النيتروجين في الحكومة المستقيلة، والتي يرون فيها 18 في المائة من ناخبي حزب الشعب خيارا مقبولا.
- ويتم ذكر اسم الشاب فنسنت كاريمانس أيضا بين الحين والآخر، وهو يشغل حاليا منصب عضو في مجلس بلدية روتردام.
يواجه حزب الشعب من أجل الديمقراطية (في في دي) تحدٍ كبير في اختيار خليفة لمارك روته، الذي شغل المنصب لحوالي 13 عاماً وترك إرثا سياسيا غنيا للحزب. وستكون القرارات المقبلة حاسمة لمستقبل الحزب وتوجهه السياسي. هناك ترقب بشغف إلى موعد إعلان أعضاء حزب الشعب الديمقراطي عن المرشح الجديد الذي سيتولى زعامتهم ويحمل راية الحزب في المستقبل للاستعداد للمعركة الانتخابية القادمة.