لاجئ سوري يطعن سائحا في برلين والنيابة تفترض دافعا معاديا للسامية

أكدت النيابة العامة الألمانية أن منفذ الهجوم الذي وقع أمس عند نصب الهولوكوست التذكاري في برلين، وأدى إلى إصابة سائح يبلغ من العمر 30 عاما، هو لاجئ سوري يبلغ من العمر 19 عاما.
وأوضحت النيابة أن المشتبه به كان يقيم في مركز لإيواء اللاجئين في مدينة لايبزيغ، حيث قامت الشرطة بتفتيش مقر إقامته عقب الهجوم. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الجاني كان يخطط منذ أسابيع لتنفيذ اعتداء يستهدف اليهود، وهو ما دفعه لاختيار موقع الجريمة بالقرب من النصب التذكاري لضحايا الهولوكوست.
بحسب بيان النيابة، لم يكن المشتبه به معروفا لدى السلطات الأمنية أو القضائية من قبل. وقد تم اعتقاله بعد ساعات من الهجوم، حيث كان بحوزته سكين الجريمة إلى جانب سجادة صلاة ونسخة من القرآن، وهو ما اعتبرته النيابة مؤشرًا على دافع ديني وراء الاعتداء.
من جهتها، أفادت الشرطة أن الضحية، وهو سائح إسباني، أصيب بجروح خطيرة جراء الطعن، لكنه تجاوز مرحلة الخطر بعد تلقيه العلاج اللازم.
تداعيات سياسية وسط أجواء الانتخابات
يأتي هذا الحادث في وقت حساس، حيث تتجه ألمانيا إلى صناديق الاقتراع يوم غدٍ لإجراء انتخابات تشريعية، وسط تصاعد الجدل حول سياسات الهجرة واللجوء.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) اليميني المتطرف قد يحقق مكاسب تاريخية، لكنه لا يزال خلف التحالف المسيحي الديمقراطي (CDU/CSU)، الذي يتصدر المشهد الانتخابي.
وفي تعليقها على الحادث، قالت مراسلة (إن أو إس) شارلوت فاييرز:
“كل هجوم ينفذه لاجئ في ألمانيا يستغلّه مؤيدو سياسات اللجوء المتشددة للمطالبة بإجراءات أكثر صرامة، حتى لو كانت الأسباب والدوافع مختلفة من حالة إلى أخرى. ومع ذلك، من غير المرجح أن يؤثر هذا الهجوم بشكل كبير على نتائج الانتخابات، حيث إن الناخبين الذين يعتبرون هذه القضية حاسمة قد حسموا مواقفهم بالفعل بناءً على الهجمات السابقة.”
وأضافت أن معظم الأحزاب السياسية الألمانية أصبحت أكثر تشددا فيما يخص سياسات الهجرة، ويبقى التحدي في تنفيذ هذه السياسات بعد الانتخابات. ورغم تصاعد الدعوات لإغلاق الحدود أمام طالبي اللجوء، لا يزال تحقيق ذلك غير مؤكد، حتى من قبل الأحزاب الكبرى التي تروج لهذا الطرح في حملاتها الانتخابية.