العالم

عودة مليون سوري إلى وطنهم خلال الأشهر المقبلة

توقعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) أن حوالي مليون لاجئ سوري سيعودون إلى بلادهم خلال النصف الأول من العام المقبل 2025. ورغم أن أعداد العائدين ما تزال ضئيلة في الوقت الحالي، إلا أن المفوضية أكدت استعدادها للتعامل مع تدفقات أكبر في المستقبل القريب. تأتي هذه التوقعات بعد سنوات من النزاع الذي أجبر ملايين السوريين على الفرار إلى دول الجوار، حيث تستضيف تركيا العدد الأكبر منهم بما يقارب ثلاثة ملايين لاجئ.

بداية عودة اللاجئين السوريين بعد فرار الأسد

منذ فرار بشار الأسد إلى موسكو قبل حوالي أسبوعين، سجلت المفوضية عودة بضعة آلاف من اللاجئين، معظمهم قدموا من تركيا ولبنان والأردن. وأشارت ريما جاموس إمسيس، مديرة شؤون الشرق الأوسط في المفوضية، إلى أن هذه التحركات تمثل بداية لعودة أكبر خلال الفترة القادمة. وأضافت أن المفوضية تراقب عن كثب الوضع على الحدود السورية، حيث لا يزال القادة الجدد في البلاد يعملون على فرض سيطرتهم عليها.

وفي السياق ذاته، صرح غونزالو ليوسا، ممثل المفوضية في سوريا، أن التغيرات الأخيرة في الوضع الميداني داخل البلاد فتحت الباب أمام عودة اللاجئين. وقال: “في غضون أيام قليلة، تغيرت خريطة سوريا بشكل كبير. الخطوط الأمامية التي استمرت لسنوات طويلة اختفت، وأصبح هناك ممرات آمنة كانت حتى وقت قريب أمراً يصعب تصوره.”

مخاوف وتمويل

ورغم أن هذه التطورات قد تتيح فرصاً كبيرة للعائدين والمنظمات الإنسانية على حد سواء، إلا أن المفوضية أكدت حاجتها لمزيد من التمويل لتوفير الدعم اللازم للعائدين. كما أعربت عن قلقها بشأن القرارات التي اتخذتها بعض الدول فيما يخص طلبات اللجوء.

ففي هولندا، على سبيل المثال، تقرر تعليق النظر في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين مؤقتاً بعد سقوط الأسد، على أن تستأنف الإجراءات لاحقاً بعد وضوح ملامح مستقبل البلاد تحت القيادة الجديدة.

وفي النمسا، عرضت الحكومة مبلغ 1000 يورو لكل لاجئ سوري يعود طواعية إلى بلاده، في خطوة تهدف إلى تشجيع العودة وتقليل أعداد اللاجئين على أراضيها.

دعوات للحذر

في المقابل، دعت ريما جاموس إمسيس الدول المضيفة إلى الاستمرار في معالجة طلبات اللجوء، وعدم إجبار السوريين على العودة في الوقت الراهن. وأكدت أن العودة الطوعية يجب أن تكون الخيار الوحيد، خاصة في ظل عدم استقرار الأوضاع بشكل كامل في سوريا.

ختاماً، يرى مراقبون أن الأسابيع والأشهر القادمة ستكون حاسمة في تحديد مصير الملايين من السوريين، بين العودة إلى وطنهم أو الاستمرار في الغربة حتى تتضح الصورة بشكل أكبر.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات