الضجيج الناتج عن لعب الأطفال: جزء طبيعي ومرحب به من حياة المدينة

في تقرير حديث صادر عن مجلس الرياضة في أمستردام (Sportraad)، تم التأكيد على أن الأصوات الصادرة عن لعب الأطفال في المناطق المخصصة لذلك لا ينبغي اعتبارها ضوضاء مزعجة، بل هي جزء طبيعي وضروري من الحياة اليومية.

يأتي هذا التقرير بعد سلسلة من الشكاوى التي تقدم بها بعض السكان بشأن الضجيج الناتج عن لعب الأطفال في ملعب كرة قدم صغير (Football cage) في منطقة أمستردام الغربية. وقد انقسمت آراء السكان المحليين بين مؤيدين لخطة المجلس التي تقضي بتقليص مساحة الملعب إلى النصف، ومعارضين يرون ضرورة الإبقاء عليه. وفي نهاية المطاف، حكمت المحكمة لصالح الإبقاء على الملعب كما هو.

لعب الأطفال في الهواء الطلق: حاجة مجتمعية لا غنى عنها

في ظل التوسع العمراني والضغط المتزايد على المساحات العامة، تأتي توصيات مجلس الرياضة في أمستردام بمثابة دعوة واضحة للحفاظ على حقوق الأطفال في اللعب وضمان استمرار وجود مساحات آمنة ومناسبة لهم في قلب المدن.

أوصى مجلس الرياضة بضرورة تضمين لعب الأطفال في القوانين المرتبطة بالضوضاء في العاصمة الهولندية، مع التأكيد على اعتباره “علامة صحية” تدل على أن المجلس البلدي يدعم إنشاء مساحات عامة صديقة للأطفال.

وأشار التقرير إلى أن المساحات الخارجية المخصصة للعب بدأت تصبح نادرة في أمستردام، إذ غالبا ما يتم التضحية بها لصالح مشاريع البناء والإسكان. وأكد المجلس على أهمية هذه المساحات، ليس فقط للأطفال، بل كمكان للتلاقي والتفاعل بين سكان الأحياء من مختلف الخلفيات، مما يجعل من الضروري توفير حماية قانونية لهذه المساحات ضد أي مشاريع تطويرية تهدد وجودها.

أرقام تكشف التحدي

بحسب تقرير صادر عن مكتب التدقيق الوطني، فإن حوالي 62% من أحياء أمستردام تحتوي على أقل من منطقة لعب واحدة لكل 300 منزل، بينما يُعتبر المعيار المعتاد هو وجود منطقة لعب واحدة على الأقل لكل هذا العدد من الوحدات السكنية، مع ضرورة وجود ملعب خاص بالأطفال الصغار على بُعد لا يزيد عن 150 مترا في المناطق السكنية الجديدة.

استثمارات حالية وخطط مستقبلية

من جهته، وصف صوفيان مباركي، رئيس قطاع الرياضة في أمستردام، توصيات مجلس الرياضة بأنها “جيدة وصحيحة”، لكنه أوضح أنه لن يلتزم بتفاصيل محددة في هذه المرحلة.

وأشار مباركي إلى أن المجلس قد استثمر بالفعل في معدات وتجهيزات الملاعب، حيث تم إنفاق 4.6 مليون يورو العام الماضي على صيانة 70 ملعبا في مختلف أنحاء المدينة. وأضاف أيضًا أنه تم تخصيص مليوني يورو إضافية لإنشاء مناطق لعب جديدة في الأحياء التي تعاني من نقص في المساحات المخصصة للأطفال.