العالم

تعزيز العلاقات بين الصين وهولندا رغم اختلافات في الأولويات

في إطار زيارة رسمية تستغرق يومين، التقى وزير الخارجية الهولندي كلاس فيلدكامب، أمس، نظيره الصيني وانغ يي في العاصمة بكين، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات بين الصين وهولندا، وسط توافق عام على أهمية التعاون، وإن كان كل طرف يضع أولويات مختلفة في هذه الشراكة.

أكد الجانبان خلال اللقاء على رغبتهما في توطيد العلاقات الثنائية، حيث أشار الوزير الصيني إلى أن تعميق التعاون بين هولندا والاتحاد الأوروبي من شأنه أن يساهم في دعم التعافي الاقتصادي العالمي. كما شدد على استعداد بلاده لاستكشاف آفاق التعاون في قضايا المناخ والتحول نحو الاقتصاد الأخضر.

من جهته، عبّر فيلدكامب عن توافقه مع أهمية التعاون في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، لكنه حرص على إدراج ملف حقوق المرأة ضمن القضايا ذات الأولوية، في ملاحظة لافتة خلال كلمته الافتتاحية. كما أكد، على غرار نظيره الصيني، أهمية العمل المشترك في قضايا البيئة والمناخ.

ورغم الأجواء الإيجابية التي طغت على اللقاء، إلا أن الطرفين تجنبا التطرق علنا إلى الملفات الخلافية الأبرز بين البلدين، مثل الضغوط الأمريكية على هولندا لمنع تصدير أحدث رقائق الكمبيوتر إلى الصين خوفا من استخدامها لأغراض عسكرية، إضافة إلى تهديدات بكين بتقييد تصدير المعادن الأرضية النادرة، وهي مواضيع يُعتقد أنها نوقشت خلف أبواب مغلقة.

استقبال رسمي وتأخير تقني

شهد اللقاء بعض التأخير، حيث بدأ بعد الموعد المحدد بعشرين دقيقة. وأرجعت السفارة الهولندية ذلك إلى تأخر السلطات الصينية في منح التصاريح الأمنية اللازمة لتحرك الوفد الهولندي إلى مقر الاجتماع. ورغم ذلك، استقبل الوزير وانغ ضيفه الهولندي بمصافحة قوية، في إشارة إلى الأهمية التي توليها بكين لهذه الزيارة.

وفي تصريحاته، وصف وانغ هولندا بأنها “شريك تجاري مهم”، مشيرا إلى أنها تحتل المرتبة الثانية في أوروبا بعد ألمانيا من حيث التبادل التجاري، لا سيما في قطاع المنتجات الزراعية. كما أعرب عن قلقه من تصاعد السياسات الحمائية في بعض الدول، دون أن يسميها صراحة، في إشارة ضمنية إلى السياسات التجارية الأمريكية، برئاسة دونالد ترامب.

آفاق التعاون المستقبلي

من جانبه، أكد الوزير فيلدكامب أهمية العلاقة مع الصين، مشيرا إلى ضرورة تعزيزها وتوسيعها في مختلف المجالات. ولفت إلى المحادثات السابقة بين البلدين حول زيادة التبادل الثقافي، مشيرًا إلى أن تسهيل إجراءات السفر ومنح التأشيرات يمكن أن يشكل خطوة مهمة نحو تعميق هذا التعاون.

وتتضمن زيارة فيلدكامب لقاءات مع عدد من المسؤولين الصينيين، من بينهم نائب الرئيس دينغ، بالإضافة إلى جلسات حوار مع خبراء صينيين تناولت قضايا جيوسياسية كالعلاقات المتوترة بين الصين والولايات المتحدة، وتقارب بكين المتزايد مع موسكو.

ومن المنتظر أن تتوج هذه الدينامية الدبلوماسية بسلسلة زيارات مستقبلية رفيعة المستوى، أبرزها زيارة مرتقبة لوزيرة التجارة الخارجية الهولندية ليزبيث كليفر، إلى جانب محادثات جارية لترتيب زيارة لرئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف إلى الصين خلال النصف الثاني من العام الجاري.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات