يوم التحرير وإحياء ذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية في هولندا
في 4 مايو يعقد الهولنديون إحياء ذكرى الموتى (بالهولندية : Dodenherdenking) الذين قاتلوا وماتوا خلال الحرب العالمية الثانية وفي الحروب التي تلت هذا التاريخ بشكل عام. و يتم الاحتفال بـ يوم التحرير (بالهولندية: Bevrijdingsdag) في الخامس من مايو كل عام بمناسبة انتهاء احتلال ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
يوم الذكرى والتحرير من أهم أعياد هولندا الوطنية، وهي مناسبات غير عادية بالنسبة للهولنديين، كونها تاريخ لذكرى تضحيات قدمتها البلاد قبل سنوات مضت يزيد عددهم عن 250000 شخص قتلوا أثناء الحرب العالمية الثانية. وتحرير البلاد من ألمانيا النازية.
ذكرى يوم 4 مايو
هناك تجمعات تذكارية في جميع أنحاء المدن والبلاد ومنها النصب التذكاري الوطني في ساحة دام في أمستردام وفي “فالسدوربر فلاكت” بالقرب من لاهاي، أحد أماكن الإعدام النازية الشهيرة. وفي جميع أنحاء البلاد، يتم الالتزام بدقيقتين من الصمت الساعة 8 مساءً.
وفي هذا العيد تقام الاحتفالات في جميع أرجاء المملكة، كما تقدم عروض عسكرية، حيث يشارك الجميع في دقيقتي صمت حداداً واستذكاراً لسقوط ضحايا الحرب العالمية الثانية وجميع الهولنديين الذين قتلوا منذ ذلك الوقت في الحروب الأخرى، ومن خلال جميع هذه الاحتفالات والأحداث المميزة يعرف الذي يزور البلاد لأول مرة أن هذا اليوم هو حدثا خاصا هنا في هولندا.
يوم التحرير 5 مايو
يصادف الاحتفال بـ يوم التحرير في هولندا 5 مايو من كل عام. مع انتشار المهرجانات في معظم الأماكن العامة في هولندا يسير موكب من المحاربين القدامى بالإضافة إلى 14 مهرجانا موسيقيا في جميع أنحاء البلاد.
وشاركت القوات الكندية، وفرق المشاة البريطانية، والفيلق البريطاني الأول، والفرقة المدرعة البولندية الأولى، والقوات الأمريكية والبلجيكية والهولندية والتشيكوسلوفاكية في تحرير هولندا.
وكانت بداية تحرير هولندا من 17 سبتمبر 1944 بوصول آلاف الجنود البريطانيين والبولنديين والأميركيين إلى جنوب شرق هولندا. وحررت العملية التي أطلق عليها اسم «ماركت جاردن» جنوب البلاد في عام 1944، فيما تركت وسط وشمال البلاد تحت الاحتلال الألماني حتى مايو 1945.
واحتلت ألمانيا النازية هولندا من أجل تأمين حدودها الشمالية لأنها كانت تأمل أن تجعل أوروبا قلعة حصينة لا يستطيع الحلفاء الهجوم عليها من البر أو الجو، بالإضافة الى رغبتهم في الاستفادة من المطارات الهولندية في قصف فرنسا وانجلترا، كما رغب الألمان في تجنيد سكان هولندا في حربهم كما فعلوا في السنوات الأخيرة من الحرب.
وفي 5 مايو 1945، توصل الجنرال الكندي تشارلز فولكيس والقائد العام الألماني يوهانس بلاسكوفيتز إلى اتفاق بشأن استسلام القوات الألمانية في هولندا في فندق “de Wereld” في فاخينينجن وبعد ذلك بيوم واحد تم التوقيع على وثيقة الاستسلام في قاعة جامعة فاخينينغين الواقعة في الجوار. وبات هذا التاريخ ذكرى لعيد وطني يتم الاحتفال به سنوياً.
الهولنديون يدعمون تغيير يوم التحرير إلى يوم الحرية في دراسة 2023
لا يزال يعتبر يوم الذكرى في الرابع من مايو ويوم التحرير في الخامس من مايو حدثين مهمين بالنسبة لغالبية الشعب الهولندي، حيث يؤيد 85% منهم بشكل خاص الأحداث التي تذكر القتلى في الحرب العالمية الثانية والصراعات التالية.
كحدث وطني، يأتي الرابع من مايو في الترتيب الأعلى من يوم الملك والمناسبات الرياضية الرئيسية، وفقا لبحث جديد أجرته اللجنة الوطنية للرابع والخامس من مايو، التي تنظم الاحتفالات الاحتفالات بالتذكير.
مع ذلك، فقد انخفض عدد الأشخاص الذين يشعرون بالانتماء إلى هولندا من 87% في عام 2021 إلى 82% هذا العام. في الوقت نفسه، انخفضت النسبة المئوية لأولئك الذين يشعرون بأنهم يجب أن يساهموا في المجتمع من 41% إلى 35%، وقال فقط 17% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يشعرون بأن لديهم تأثير.
تشير الدراسة أيضا إلى أن عددا متزايدا من الأشخاص يعتقدون أن جميع ضحايا الحرب العالمية الثانية الهولندية وأولئك الذين توفوا في العمليات الحربية وحفظ السلام منذ ذلك الحين يجب أن يُكرموا في الخامس من مايو.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد الآن 59٪ من الناس أنه يجب تضمين الحروب الأخرى في الاحتفالات التذكارية، مقابل 53٪ العام الماضي.
ويدعم الأغلبية الواضحة تغيير اسم اليوم من “يوم التحرير” إلى “يوم الحرية” لإيلاء المزيد من الأهمية للديمقراطية وحقوق الإنسان.
كما تقول الأغلبية الكبيرة – 70٪ – إن الخامس من مايو يجب أن يكون عطلة رسمية. حيث أن الخامس من مايو هو حاليا يوم إجازة رسميا مرة كل خمس سنوات فقط. ومن المفترض أن يكون العيد الوطني الرسمي التالي لعيد التحرير في هولندا بتاريخ 5 مايو 2025.
