صورة ‘كل العيون على رفح’ تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي وتُحرّك مشاعر الملايين

انتشرت صورة تُظهر واديا شاسعا مليئا بمخيمات الخيام، وعليها شعار “كل العيون على رفح”، بشكل هائل على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث حصدت أكثر من 40 مليون مشاركة على إنستغرام فقط خلال فترة زمنية قصيرة. ويبدو أن هذه الصورة قد لامست قلوب الملايين، مما أدى إلى انتشارها بشكل استثنائي.
وليس شعار “كل العيون على رفح” المتضامن مع فلسطين بجديد، حيث ظهر سابقا على لافتات الاحتجاجات وعلى منصات التواصل الاجتماعي مع صور تُظهر الوضع في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. ولكن يبدو أن هذه الصورة مختلفة، فقد حظيت بانتشار غير مسبوق. ويرجح البعض أن شعور الناس بالعجز والضغط الاجتماعي ساهم في انتشارها الواسع.
ما يميز هذه الصورة هو قدرتها على جذب الانتباه والاهتمام بشكل لافت، وتحقيق انتشار واسع دون الحاجة إلى مساحات إعلانية باهظة الثمن. يبدو أن العبارة ‘كل العيون على رفح’ تحمل رمزية كبيرة، حيث تعبر عن دعوة لعدم تجاهل الأحداث والتطورات في مدينة رفح في قطاع غزة.
“كل العيون على رفح” تهدف إلى لفت الانتباه إلى ما يحدث في المدينة
يقف هو تشا ماي من ماليزيا وراء هذه الصورة، الذي استخدم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لإنشاء هذه الصورة بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في مخيم للنازحين في رفح. ورغم أنه لم يتوقع تفاعل الصورة بمثل هذه الشدة، إلا أنها أثارت الكثير من التعليقات والانتشار على نطاق واسع.
وبعد انتشار الصورة بشكل كبير، عبر المصور عن شعوره المُختلط، حيث قال: “هناك أشخاص يشعرون بالسعادة لمشاركة الصورة ونشر الوعي، بينما هناك آخرون غير سعداء بها”.
تهدف عبارة “كل العيون على رفح” إلى لفت الانتباه إلى ما يحدث في المدينة، وهي ليست مجرد شعار عابر على وسائل التواصل الاجتماعي، بل تعبر عن تحديد للأولويات والتفكير في القضايا الإنسانية والسياسية التي تعيشها المنطقة.وتُساهم الصورة في زيادة الدعوات للتدخل لإيقاف الحرب في غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
ويُعتقد أن الشعار مستوحى من كلمات ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة، الذي قال في فبراير من هذا العام “كل العيون على رفح” بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عن خطة لإخلاء المدينة تمهيدا لهجوم بري. وتم استخدام الشعار لاحقا من قبل العديد من المنظمات والجماعات في مظاهرات حول العالم، بما في ذلك هولندا.