الهولنديون يصوتون لاختيار ممثليهم في البرلمان الأوروبي: توقعات وتداعيات
تعتبر هولندا الأولى من بين الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي التي تجري انتخابات لاختيار ممثليها في البرلمان الأوروبي. ويشير الخبراء إلى أن النتائج الهولندية ستعكس الاتجاه المحتمل في بقية دول الاتحاد.
وعلى الرغم من أن النتائج الرسمية لن تُعلن حتى مساء الأحد، عند انتهاء عملية التصويت في الدول الأخرى، ستقوم هيئة الإذاعة الهولندية “NOS” بنشر استطلاع للرأي بعد إغلاق مراكز الاقتراع الهولندية أبوابها في الساعة التاسعة مساءً يوم الخميس.
أظهر آخر استطلاع للرأي، الذي نُشر في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية، أن حزب الحرية اليميني المتطرف (PVV) وتحالف اليسار والعمل ”GroenLinks-PvdA” يتساويان حاليا.
تأثير النتائج الهولندية
أوضح فرانس تيمرمانس، زعيم تحالف اليسار في البرلمان الهولندي، يوم الأربعاء أن النتائج الهولندية قد تؤثر على الدول الأخرى. وذكر أن استطلاع الرأي الهولندي يُعتبر “النتيجة الرسمية في بقية أوروبا”، مما سيؤثر بدوره على ديناميكيات التصويت في باقي الدول الأعضاء.
الحملة الانتخابية والقيادات السياسية
على الرغم من أن الحملة الانتخابية في هولندا كانت هادئة، إلا أن زعيم حزب الحرية، خيرت فيلدرز، الذي فاز في الانتخابات العامة في نوفمبر الماضي، وجه اهتمامه في الأيام الأخيرة نحو تيمرمانس والتحالف اليساري. ودعا فيلدرز عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس المواطنين إلى التصويت، قائلاً: “الرجاء الذهاب والتصويت والتأكد من أن حزب الحرية وليس فرانس تيمرمانس هو الذي يصبح أكبر حزب اليوم، وسنعيد وضع هولندا في المقدمة مرة أخرى، مع سياسة لجوء أكثر صرامة”.
حزب الحرية والتحالفات الأوروبية
حاليا، لا يمتلك حزب الحرية أي أعضاء في البرلمان الأوروبي، ومن المتوقع أن يحصل على حوالي ثمانية من 31 مقعدًا هولنديًا في البرلمان الأوروبي. ومن المتوقع أيضًا أن تحقق الأحزاب اليمينية المتطرفة والراديكالية مكاسب كبيرة في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. وعلى الرغم من أن هذه المكاسب قد لا تكون كافية لمنحهم السلطة في البرلمان المكون من 720 مقعدًا، إلا أنها ستزيد من نفوذهم على الوسط.
يعتمد أداء حزب الحرية إلى حد كبير على نسبة المشاركة، التي كانت 42٪ فقط في هولندا العام الماضي. يعتبر حزب الحرية واحدًا من أربعة أحزاب في تحالف يميني من المقرر أن يؤدي اليمين كالحكومة الهولندية المقبلة في وقت لاحق من هذا الشهر. وقد أعلنت الحكومة الجديدة أنها ستتخذ موقفًا صارمًا في بروكسل، داعية إلى إعفاءات من قواعد الاتحاد الأوروبي بشأن اللجوء والبيئة وتخفيض كبير في مساهمة هولندا في ميزانية الاتحاد الأوروبي.
كان نواب حزب الحرية جزءا من مجموعة الهوية والديمقراطية اليمينية المتطرفة، لكن فيلدرز أعلن رغبته في الانضمام إلى فصيل جديد اقترحته مارين لوبان من فرنسا. تضم مجموعة الهوية والديمقراطية حاليًا أحزاب اليمين المتطرف في إيطاليا والنمسا وبلجيكا، وقد طردت مؤخرًا حزب البديل من أجل ألمانيا لكونه متطرفا للغاية.
انتخابات البرلمان الأوروبي في دول أخرى
بالتوازي مع انطلاق الانتخابات في هولندا تجري الانتخابات الأوروبية أيضا في إستونيا، وتستمر الانتخابات لتشمل الدول الأوروبية الأخرى حتى يوم الأحد 9 يونيو، مما يعني أن النتائج النهائية ستتضح بعد إغلاق جميع مراكز الاقتراع في دول الاتحاد الأوروبي. بهذا، تظل الأنظار متجهة نحو هولندا لرؤية ما إذا كانت ستحدد الاتجاه العام للانتخابات الأوروبية هذا العام.
والجدير ذكره، سيتم انتخاب إجمالي 720 عضواً في البرلمان الأوروبي، حيث تبلغ حصة هولندا 31 مقعداً.
