أخبار هولندا

1 من 6 موظفين في هولندا يعاني من ضغط العمل: وظائف الرعاية والتعليم في الصدارة

كشف مكتب الإحصاء المركزي الهولندي (CBS) ومعهد البحوث TNO في تقرير مشترك ضمن المسح الوطني لظروف العمل أن نحو واحد من كل ستة موظفين في هولندا يعاني من وظيفة مرهقة تتميز بمتطلبات عمل مرتفعة مع حرية محدودة في أداء المهام.

وأوضح التقرير أن الوظائف ذات المسؤوليات المباشرة العالية والقيود الصارمة في أسلوب العمل هي الأكثر تسببًا في الإجهاد المهني. ففي هذه المهن، يتعين على الموظفين الالتزام بتعليمات أو بروتوكولات ثابتة، وغالباً ما يُطلب منهم إنجاز كميات كبيرة من العمل بسرعة عالية.

ووفقاً للبيانات، جاءت وظيفة مساعد الصيدلي في مقدمة الوظائف الأكثر تعرضاً للتوتر المهني، إذ أفاد 51% من العاملين في هذا المجال بأنهم يعانون من ضغوط مرتفعة. وتلتها وظائف معلمي المدارس الابتدائية ومساعدي الممارسات الطبية بنسبة 39% لكل منهما. كما شملت قائمة الوظائف المجهِدة الأخرى الأطباء والممرضين والمعلمين في التعليم الثانوي.

تحذير من “المجتمع المفرط العصبية”

وكان مجلس الصحة والمجتمع الهولندي (RVS) قد حذّر في وقت سابق من العام الجاري مما وصفه بـ”المجتمع المفرط العصبية”، مشيراً إلى تصاعد معدلات ضغط الأداء في مختلف شرائح المجتمع.

وقال المجلس في بيان له:

“يتزايد عدد الشباب الذين يعانون من ضغوط التوقعات العالية، فيما يواجه العاملون حالات من الإرهاق النفسي (الاحتراق الوظيفي)، وقد مرّ ما يقرب من نصف البالغين بتجربة اضطراب نفسي في مرحلة ما من حياتهم.”

دعوة لتغيير ثقافي واجتماعي

وأكد المجلس أن ظاهرة الضغط النفسي باتت تخترق جميع مجالات الحياة — من العمل إلى التعليم وحتى أوقات الفراغ — حيث يسود توقع دائم بتحقيق أداء أفضل وأسرع، بينما يُحمَّل الفرد وحده مسؤولية سعادته ونجاحه.

ودعا مجلس الصحة إلى إحداث تحول اجتماعي وثقافي جذري يعيد التوازن بين الإنتاجية والرفاه النفسي، من خلال تعزيز التواصل الإنساني وتخصيص فترات “وقت فارغ” في المدارس وأماكن العمل وأوقات الفراغ. واعتبر المجلس أن هذا التوجه من شأنه إحياء الإبداع والتأمل والاتصال الحقيقي بين الناس، مطالباً في الوقت نفسه بإعادة النظر في المعايير السائدة حول النجاح والإنتاجية في المجتمع الحديث.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات