أخبار هولندا

الديمقراطيون “D66” يفوزون بانتخابات هولندا البرلمانية.. إليكم برنامجه السياسي

في انتخابات هولندا الأخيرة، تمكن حزب الديمقراطيين 66 (D66) من تحقيق فوزٍ بارز، ليؤكد مكانته كأحد أبرز القوى السياسية في البلاد، وكممثلٍ للتيار الليبرالي الاجتماعي الحديث. يعكس هذا الفوز رغبة الناخب الهولندي في «سياسة وسطية جديدة» تجمع بين التقدمية والواقعية، بعد أعوام من الاستقطاب السياسي بين اليمين واليسار.

جذور الحزب وهويته السياسية

تأسس حزب D66 عام (1966) على يد مجموعة من المثقفين والإصلاحيين بقيادة هانز فان ميرلو، وكان هدفهم منذ البداية تجديد الديمقراطية الهولندية وجعلها أكثر شفافية وتمثيلاً. اليوم، يقود الحزب السياسي روب ييتن (Rob Jetten)، الذي يؤكد على بناء هولندا حديثة، خضراء، منفتحة، وعادلة اجتماعياً.

الحزب يتموضع في الوسط الليبرالي الاجتماعي، ويجمع بين مبادئ الحرية الفردية والعدالة الاجتماعية، مؤمناً بأن الدولة يجب أن تمكّن المواطن لا أن تقيّده.


البرنامج الانتخابي: “جيل جديد من السياسة”

يقدم الديمقراطيون برنامجاً شاملاً تحت شعار “جيل جديد من السياسة”، ويركز على ستة محاور رئيسية كما أوردتها هيئة الإذاعة الهولندية (NOS): الديمقراطية، المناخ، التعليم، الاقتصاد، الهجرة، والإسكان.

1. الديمقراطية والشفافية

يعتبر حزب الديمقراطيون (D66) أن الديمقراطية الهولندية بحاجة إلى تحديث جذري. يقترح الحزب إصلاحات مؤسسية تشمل:

  • توسيع البرلمان لزيادة التمثيل الشعبي.
  • تعزيز الشفافية في عمل الوزراء والمؤسسات الحكومية.
  • نشر الثقافة الديمقراطية عبر التعليم والمجالس المحلية.

يرى الحزب أن «الثقة بالمؤسسات لا تُستعاد بالكلمات بل بالأفعال» — ولهذا يدعو إلى توزيع السلطة وتقوية صوت المواطن في عملية صنع القرار.


2. المناخ والاستدامة

يريد الحزب جعل هولندا محايدة مناخياً بحلول عام 2040، أي قبل عشر سنوات من الهدف الأوروبي. لتحقيق ذلك، يتبنى الديمقراطيون (D66) سياسات جريئة منها:

  • فرض ضرائب أعلى على الشركات الأكثر تلويثاً.
  • دعم واسع للطاقة المتجددة.
  • إنهاء دعم الفحم والغاز تدريجياً.
  • إنشاء إطار قانوني يمنح “الطبيعة صوتاً” في القرارات البيئية.

يعتبر الديمقراطيون (D66) من أكثر الأحزاب التزاماً بسياسات المناخ في البرلمان الهولندي.


3. التعليم والمساواة في الفرص

يضع الحزب التعليم في صلب مشروعه السياسي. شعاره في هذا المجال هو “الفرصة لكل طفل”، حيث يسعى إلى:

  • تحسين جودة التعليم المبكر وجعله مجانياً.
  • زيادة رواتب المعلمين.
  • دعم الطلاب الجامعيين ماليًا بعد إلغاء نظام القروض الدراسية.
  • تعزيز التعليم المهني والتقني كمسار متكافئ مع الجامعي.

يعوّل الحزب على التعليم كوسيلة لتقليص الفجوة الاجتماعية وتعزيز الحراك الطبقي في المجتمع الهولندي.


4. الاقتصاد العادل والعمل

يرى الديمقراطيون (D66) أن العدالة الاقتصادية لا تتحقق إلا بمزيج من الابتكار والمسؤولية الاجتماعية. من أبرز مقترحاته:

  • تخفيف الضرائب على الطبقة الوسطى.
  • نقل العبء الضريبي من الدخل إلى التلوث والثروة.
  • دعم رواد الأعمال والشركات الصغيرة.
  • وضع قيود على العقود المؤقتة لحماية الاستقرار الوظيفي.

الحزب يسعى إلى “اقتصاد أخضر منتج وعادل”، كما وصفه روب ييتن في حملته الأخيرة.


5. الهجرة واللجوء

في ملف الهجرة، يتبنى الحزب نهجاً إنسانياً لكنه منظم. يدعو إلى:

  • استقبال اللاجئين عبر مسارات قانونية وآمنة خارج أوروبا.
  • ضمان حق لمّ الشمل الإنساني للعائلات.
  • تحسين اندماج المهاجرين عبر التعليم واللغة والعمل.

6. أزمة الإسكان والمدن الجديدة

استجابةً لأزمة الإسكان التي تشهدها البلاد، يقترح الحزب خطة مبتكرة لبناء عشر مدن جديدة خلال العقدين المقبلين، تعتمد على مبادئ التخطيط الأخضر والاستدامة. الهدف هو تخفيف الضغط السكاني على المدن الكبرى مثل أمستردام وروتردام، وخلق فرص اقتصادية جديدة في الأقاليم.


التحديات والآفاق المستقبلية

على الرغم من الزخم الانتخابي، يواجه الديمقراطيون تحديات حقيقية، أبرزها قدرته على تشكيل تحالف حكومي مستقر يترجم طموحاته إلى سياسات واقعية. فالنظام البرلماني الهولندي قائم على التوافق، وغالبا ما يفرض تنازلات على الأحزاب الطموحة.

ومع ذلك، يرى محللون أن الحزب أصبح الآن «صوت الإصلاح التقدمي» في السياسة الهولندية، قادرًا على مد الجسور بين الأطراف المتناقضة، وقيادة أجندة جديدة للمستقبل.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات