حزب خيرت فيلدرز يستخدم صور مفبركة مولّدة بالذكاء الاصطناعي لتشويه خصومه

تشهد الانتخابات الهولندية 2025 جدلاً واسعاً بعد تقارير تؤكد أن حزب الحرية (PVV)، بزعامة السياسي اليميني خيرت فيلدرز، استخدم صوراً مزيفة أنشأها الذكاء الاصطناعي في حملته الانتخابية لتشويه خصومه السياسيين، وعلى رأسهم فرانس تيمرمانس زعيم حزب الخضر-العمل (GroenLinks-PvdA).
اتهامات بالتشهير عبر صور مولّدة بالذكاء الاصطناعي
قدّم حزب الخضر-العمل بلاغاً رسمياً إلى الشرطة ضد حزب الحرية، بعد نشر صور “تشهيرية ومضللة” لزعيمه فرانس تيمرمانس على فيسبوك.
وبحسب وسائل الإعلام الهولندية، فإن الصفحة التي نشرت الصور تُدار من قبل نائبي البرلمان عن حزب الحرية مايكل بون وباتريك كراينس، واللذين يُشتبه في أنهما استخدما برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء تلك الصور.
الصور أظهرت تيمرمانس في أوضاع سلبية، كما تضمنت منشورات أخرى تُظهر طالبي اللجوء في هولندا بشكل مشوّه، ما أثار استياءاً واسعاً وانتقادات حول الأخلاقيات في استخدام الذكاء الاصطناعي بالسياسة.
دراسة: نصف الصور المزيفة مصدرها حزب الحرية
بحسب دراسة أجراها موقع CampAIgntracker.nl المتخصص في تحليل المحتوى الانتخابي على وسائل التواصل الاجتماعي، تم حتى 12 أكتوبر 2025 رصد 231 منشوراً سياسياً مولّداً بالذكاء الاصطناعي خلال الحملة الانتخابية،
وأظهرت النتائج أن 51.9% منها مصدرها حزب الحرية (PVV) وحده.
أكثر الأحزاب التي تستخدم المنشورات المولّدة بالذكاء الاصطناعي:
- 51.9٪ من حزب الحرية (PVV)
- 12.6٪ من حزب “حقوق الحيوانات”
- 7.4٪ من حزب الشعب للحرية والديمقراطية (VVD)
- 3.9٪ من حزب الديمقراطيين (D66)
- 2.6٪ من حزب المهم في هولندا (BVNL)
- 2.2٪ من أحزاب المنتدى الديمقراطي (FvD) والمواطن الفلاح (BBB) والاشتراكي (SP) والنداء المسيحي الديمقراطي (CDA)
- 1.7٪ فقط من حزب تحالف اليسار (GroenLinks-PvdA)
- ملاحظة: غاب حزب فكر (Denk) عن القائمة التي نشرتها هيئة الإذاعة الهولندية (NOS)
خبير يحذر: الذكاء الاصطناعي يشكل خطراً على الحقيقة والديمقراطية
الباحث فابيو فوتا، المشرف على مشروع CampAIgntracker، وصف انتشار الصور المفبركة بأنه “تطور خطير يهدد صدقية العملية الديمقراطية”.
وقال في تصريح لهيئة الإذاعة الهولندية:
“العديد من الصور انتشرت بسرعة كبيرة على الإنترنت، مما جعل هدف هذه الحملات – أي تشويه الخصوم – ناجحاً جداً. الأخطر هو أن هذه الصور تعزز المعتقدات المسبقة لدى الناس وتحوّل الأكاذيب إلى واقع في نظرهم.”
وأضاف فوتا أن هذا النوع من الحملات يمكن أن يؤدي إلى تحريض ضد السياسيين وطالبي اللجوء، مؤكداً أن بعضهم قد يتعرض لـ تهديدات بالقتل أو العنف بسبب التضليل الذي تسببه تلك الصور.
تقرير معهد آلان تورينغ: تأثير غير مثبت… لكن الخطر قائم
أشار معهد آلان تورينغ في لندن إلى أنه رغم عدم وجود دليل قاطع على أن الذكاء الاصطناعي يؤثر مباشرة في تصويت الناخبين، إلا أن مخاطره على نزاهة الانتخابات حقيقية ومتزايدة.
ففي عام واحد فقط، جرت 50 انتخابات وطنية حول العالم بمشاركة نحو ملياري ناخب، واستخدمت فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع.
وحذّر فوتا من أن الحدود بين الحقيقة والزيف تتلاشى بسرعة:
“قريباً قد لا يتمكن حتى الباحثون من التمييز بين الصور الحقيقية والمزيفة، وسنعيش جميعاً في واقع يصنعه الذكاء الاصطناعي.”







