تصاعد التوتر بين الناتو وروسيا بعد إسقاط مسيّرات في بولندا

شهدت الساعات الماضية توتراً حاداً بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا، عقب حادثة إسقاط طائرات مسيّرة روسية داخل الأراضي البولندية، في انتهاك وصفته وارسو بأنه “غير مسبوق” في تاريخ بولندا والحلف، ودعت إلى ضرورة اتخاذ موقف جماعي رادع..
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روتّه أن انتهاك روسيا للمجال الجوي البولندي يعد تصرفاً “متهوراً وخطيراً”، مشدداً على التزام الحلف الكامل بالدفاع عن جميع أراضيه. وأوضح أن ما حدث يمثل تحدياً مباشراً لأمن أوروبا.
هولندا : “رد قوي من الناتو قادم”
قال وزير الخارجية الهولندي المكلّف، فان فيل، إن الناتو سيصدر “رداً قوياً” على خرق روسيا للمجال الجوي البولندي. وأوضح في تصريحات صحفية:
“علينا أن نضمن ألا تكرر روسيا هذا الفعل مرة أخرى، لكن من المهم أيضاً أن نحافظ على هدوء أعصابنا.”
وأضاف أن ما حدث يؤكد أن دفاعات الناتو فعالة، مشدداً: “سندافع عن كل سنتيمتر من أراضي الحلف.”
مشاركة المقاتلات الهولندية F-35
للمرة الثانية خلال عشرة أيام، دخلت المقاتلات الهولندية F-35 المتمركزة في بولندا في حالة استنفار، وتمكنت من إسقاط طائرات مسيّرة روسية. وقد وجّهت بولندا شكرها العلني لهولندا، مؤكدة أهمية هذه المشاركة في حماية حدودها مع أوكرانيا.
ترامب يعلّق: “ها نحن ذا!”والبيت الأبيض يتابع الموقف
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علّق عبر منصته “تروث سوشال” متسائلاً: “لماذا تنتهك روسيا المجال الجوي البولندي بالطائرات المسيّرة؟”، واختتم منشوره بعبارة: “ها نحن ذا!” دون توضيح المقصود منها.
حتى الآن لم يعلن ترامب عن عقوبات جديدة على روسيا، رغم أنه هدد سابقاً بفرض “رسوم ضخمة” إذا لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
البيت الأبيض أعلن أنه “يتابع الوضع عن كثب”، مشيراً إلى أن الرئيس ترامب سيجري اتصالاً بنظيره البولندي ناوروكي. وكانت وارسو قد دعت صباح اليوم إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي، واعتبرت الحادثة “لحظة تاريخية غير مسبوقة” في مسار الناتو.
ردود أوروبية: “استفزاز متعمد وغير مقبول”
وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، وصف ما جرى بأنه “استفزاز متعمد وغير مقبول ضد الناتو”، مؤكداً أن المسيّرات الروسية لم تدخل المجال البولندي عن طريق الخطأ. المستشار الألماني ميرتس شدد بدوره على أن الناتو “جاهز للدفاع عن نفسه”.
من جانبه، أعلن وزير الدفاع البريطاني جون هيلي أن بلاده تدرس تعزيز الدفاعات الجوية فوق بولندا، فيما قالت فرنسا إنها تبحث خيارات للمساهمة في الحماية.
وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، أكد أن “الهجوم بالطائرات المسيّرة يشكل تهديداً لأمن الناتو بأكمله”، مطالباً بدعم أكبر لدفاعات بولندا الجوية.
أكد نائب رئيس الوزراء البولندي غاوكوفسكي أن اختراق الطائرات المسيّرة الروسية للمجال الجوي البولندي تم بشكل متعمد، مشيراً إلى أن العدد الكبير للمسيّرات (19) يستبعد فرضية الخطأ.
وأوضح خبراء دفاع هولنديون أن العملية تحمل طابعاً مقصوداً، فيما تواصل بولندا التحقيق بعد العثور على حطام في سبعة مواقع مختلفة، بينها أجسام لم تحدد هويتها بعد. في المقابل، نفت وزارة الدفاع الروسية أن تكون بولندا هدفاً لأي هجوم، وأبدت استعدادها للحوار، مؤكدة أن مدى المسيّرات لا يتجاوز 700 كيلومتر، من دون الاعتراف صراحة بملكيتها.








