ترامب يرسل غواصات نووية قرب روسيا ردا على تهديد ميدفيديف

في تصعيد جديد بين واشنطن وموسكو، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تمركز غواصتين نوويتين أميركيتين بالقرب من الحدود الروسية، وذلك ردا على تهديد أطلقه نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، بشأن القدرات النووية الروسية.
غواصات نووية أميركية تقترب من روسيا
قال ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” إن الخطوة جاءت بعد تصريحات “استفزازية للغاية” من الجانب الروسي، مؤكدا أنه أعطى أوامر مباشرة بتمركز غواصتين نوويتين في “المناطق المناسبة” ردا على تلك التهديدات. وأضاف:
“الكلمات لها أهمية كبيرة وغالبا ما تؤدي إلى عواقب غير مقصودة. آمل أن لا يكون هذا أحد تلك الحالات”.
وبعد ساعات من نشر التصريح، أكد ترامب أن الغواصتين باتتا “أقرب إلى روسيا”، ما أثار مخاوف من تصاعد التوتر العسكري بين القوتين النوويتين.
خلفية المواجهة بين ترامب وميدفيديف
بدأت المواجهة بين الطرفين عندما حذّر ميدفيديف الرئيس الأميركي من تجاهل حقيقة أن “موسكو تمتلك قدرات نووية هجومية”، وذلك بعد أن أصدر ترامب إنذارًا لروسيا بضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال فترة لا تتجاوز 10 إلى 12 يومًا.
ويشغل ميدفيديف حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، بعد أن كان رئيسا لروسيا من عام 2008 إلى 2012، ورئيسا للوزراء من 2012 إلى 2020. ويُعرف بمواقفه المتشددة والمعادية للغرب.
تهديد بفرض عقوبات ثانوية على روسيا
في سياق متصل، هدد ترامب بفرض عقوبات ثانوية على الدول التي تستورد النفط الروسي، في مقدمتها الصين والهند، إذا لم تستجب موسكو للمهلة المحددة لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
تهدف هذه العقوبات إلى تقويض قدرة روسيا على تصدير الطاقة من خلال استهداف الشركاء التجاريين الذين يعتمدون على النفط الروسي.
وقال ترامب إن العقوبات المباشرة على روسيا قد لا تكون فعالة بسبب ضعف التبادل التجاري بين البلدين، لكنه يرى أن الضغط على الدول المستوردة سيجعل التجارة مع موسكو أقل جاذبية.
ورغم التهديدات، لم يُعرف بعد ما إذا كانت العقوبات الأميركية المحتملة ستشمل جميع الواردات من الصين والهند، أم أنها ستُفرض فقط على الشركات المستوردة للنفط الروسي.
يُذكر أن ترامب سبق وهدد في مارس الماضي بعقوبات مماثلة، لكنها لم تُنفذ.
بوتين يرد بتجاهل الإنذار الأميركي
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدا غير متأثر بتهديدات ترامب. وفي تصريحات أدلى بها الجمعة، قال إنه يسعى إلى “سلام دائم ومستقر” في أوكرانيا، لكنه شدد على أن السلام لن يتحقق إلا بعد إزالة “الأسباب الجذرية للصراع” وتحقيق كافة الأهداف الروسية.
ويُعد نزع السلاح من أوكرانيا من أبرز المطالب الروسية، وهو ما تعتبره كييف والمجتمع الدولي بمثابة استسلام كامل للكرملين.