تراجع تدفق طالبي اللجوء إلى هولندا بسبب انخفاض أعداد السوريين

أعلنت الحكومة الهولندية عن تراجع أعداد طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى البلاد خلال الأشهر الأولى من العام الحالي، ما دفعها إلى خفض التوقعات السنوية لتدفق اللاجئين لهذا العام والعام المقبل. وجاء ذلك في رسالة وجهها وزراء اللجوء فان ويل وكايزر إلى البرلمان.
وأوضح الوزراء أن الانخفاض الكبير في الأعداد يعود بشكل رئيسي إلى تراجع طلبات اللجوء المقدمة من السوريين. ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر الماضي، أصبح عدد السوريين الراغبين في مغادرة بلادهم أقل، بينما يظهر المزيد رغبة في العودة إلى وطنهم.
وتتوقع السلطات الهولندية أن يصل عدد اللاجئين إلى البلاد هذا العام ما بين 40,000 و55,300 شخص، مقارنةً بالتوقعات السابقة التي كانت تشير إلى تدفق بين 52,000 و74,800 شخص.
توافق مع الاتجاه الأوروبي
وأظهرت بيانات المكتب المركزي للإحصاء أن عدد طلبات اللجوء في الربع الأول من هذا العام كان أقل بكثير مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يتماشى مع الاتجاه العام في أوروبا. وبالنسبة لعام 2026، يتوقع وصول ما بين 39,000 و67,100 لاجئ، مقابل تقديرات سابقة كانت تتراوح بين 45,200 و78,900 شخص.
ضغط مستمر على نظام الهجرة
رغم الانخفاض، حذر الوزراء من أن سلسلة الهجرة ستظل تحت ضغط كبير خلال السنوات المقبلة. وفي هذا الإطار، عملت الحكومة على مجموعة من الإجراءات، ودعت مجلس النواب إلى سن قانون الطوارئ للجوء وتطبيق نظام الوضع الثنائي.
وتنص القوانين الجديدة على تقصير مدة تصاريح الإقامة من خمس سنوات إلى ثلاث سنوات، وإعادة تقييم تصاريح اللجوء المؤقتة كل ثلاث سنوات، بالإضافة إلى تشديد شروط لم شمل الأسرة مع الأقارب.
ويقوم نظام الوضع الثنائي بتمييز اللاجئين بين أولئك الذين يفرون بسبب خطر يتعرضون له بسبب العرق أو الميول الجنسية أو الدين، وبين من يفرون بسبب الحرب أو العنف، حيث يُطلب من الفئة الأخيرة العودة أسرع وتُمنح حقوق أقل.
كما من المقرر أن يدخل الاتفاق الأوروبي بشأن الهجرة حيز التنفيذ العام المقبل، مما يعكس توجه الاتحاد الأوروبي نحو تنظيم أفضل لتدفقات اللاجئين على مستوى القارة.