تدابير جديدة في روتردام للحد من التشرد والتسوّل عند التقاطعات: ما الذي يحدث في المدينة؟
أعلنت بلدية روتردام في هولندا عن حزمة إجراءات جديدة تهدف إلى معالجة ظاهرة التشرد والتسوّل عند التقاطعات الرئيسية.
وجاءت هذه الخطوة بعد تزايد شكاوى السكان والسائقين بشأن وجود مشردين يتنقلون بين السيارات عند الإشارات الضوئية، إضافة إلى صور للتعاطي العلني للمخدرات في بعض المناطق. تهدف هذه القرارات إلى تحسين السلامة المرورية، وتعزيز جودة الحياة في المدينة، وتقديم دعم فعّال للمشردين الذين يعانون من الإدمان أو غياب الاستقرار.
خلفية الظاهرة: لماذا تتحرك روتردام الآن؟
خلال السنوات الماضية، شهدت روتردام تزايداً ملحوظاً في عدد المشردين والمتسوّلين في التقاطعات الحيوية مثل:
- Drooglever Fortuynplein
- Westblaak
- Vaanweg
وتؤكد البلدية أن جزءًا من هؤلاء يعاني من الإدمان على المخدرات، بينما ينتمي آخرون إلى شبكات تسوّل احترافية قد تكون منظمة. هذه السلوكيات انعكست سلبا على صورة المدينة وعلى شعور السكان بالأمان، ما دفع السلطات لاتخاذ تدابير مباشرة.
ما هي الإجراءات الجديدة التي اتخذتها بلدية روتردام لمواجهة التشرد؟
1. تشكيل “فريق شارع” متخصص
أطلقت البلدية فريقاً ميدانياً يعمل بشكل يومي على التواصل مع المشردين والمسؤولين عن الاضطرابات، مهمته:
- إقناع المشردين بقبول المساعدة
- توجيههم إلى أماكن الإيواء
- تقييم الحالات الأكثر خطورة بسبب الإدمان
- ضبط السلوكيات المزعجة عند التقاطعات
2. زيادة أماكن الإيواء والرعاية
ولتوفير حلول فعلية، أعلنت المدينة عن إضافة:
- 15 إلى 20 سريراً جديداً في مراكز الإيواء
- أماكن آمنة للتعاطي تحت الرقابة
- رعاية مستمرة على مدار 24 ساعة
هذه الخطوة تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للتشرّد بدل الاكتفاء بالملاحقة.
3. فرض مناطق حظر وغرامات للمخالفين
سيواجه من يرفض المساعدة أو يواصل التسوّل في مناطق محظورة:
- أوامر منع من دخول مناطق محددة
- ملاحقة قانونية في بعض الحالات
- إمكانية مصادرة الأموال التي يتم جمعها من التسوّل
4. مواجهة “التسوّل الاحترافي”
تتحرك البلدية ضد مجموعات يُعتقد أنها تعمل بشكل منظم في التسوّل، وخاصة بعض المجموعات الأجنبية.
وسيشمل ذلك:
- حملات تفتيش ميدانية
- مصادرة الأموال المكتسبة بطرق غير قانونية
- بحث إمكانية فرض غرامات مباشرة عبر موظفي البلدية
5. نداء للسكان: “لا تعطوا المال للمتسوّلين”
تؤكد البلدية أن تقديم المال أو القنينات الفارغة يعزز استمرار الظاهرة، وتطلب من السكان دعم المبادرات الرسمية بدلًا من دعم التسوّل.
الأسباب الحقيقية وراء الأزمة: الإدمان وتراجع جودة الحياة
تواجه بعض أحياء روتردام تحديات كبيرة، منها:
- انتشار الإبر المستخدمة في الشوارع
- تعاطي المخدرات في الأماكن العامة
- شكاوى متزايدة من السكان
- ازدحام عند التقاطعات بسبب المتسوّلين
وتعتبر البلدية أن هذه المظاهر تهدد ما تصفه بـ “تهذيب المدينة”، أي الحفاظ على نظام الحياة وجودتها.
هل تنجح التدابير الجديدة؟ (تحليل)
بناءً على تجارب مدن أوروبية أخرى، يمكن القول إن روتردام تسير على نهج يجمع بين:
✔ الردع عبر فرض غرامات ومناطق حظر
✔ الدعم عبر توفير أسرة إضافية ورعاية متخصصة
✔ المعالجة الجذرية لظاهرة الإدمان
✔ تعزيز النظام في الشوارع الحيوية
نجاح الخطة سيعتمد على قدرة البلدية على تحقيق توازن بين الحزم والإنسانية، خاصة مع الفئات التي تعاني من إدمان شديد.
تسعى روتردام من خلال هذه الإجراءات إلى خلق بيئة أكثر أمانًا وتنظيمًا، ومعالجة الأسباب الاجتماعية والصحية للتشرد. وبينما يرحّب كثير من السكان بهذه الخطوات، يبقى التحدي الأكبر في إيجاد حلول طويلة الأمد تحمي حقوق المشردين وتحافظ في الوقت نفسه على جودة الحياة في المدينة.
