هولندا تغلق بحيرة مخصصة للسباحة بعد تلوثها بمواد مسرطنة
إغلاق بحيرة ميرفيلاندين الشهيرة بالقرب من مدينة دوردريخت بشكل مؤقت أمام الزوار بسبب وجود تلوث في مياهها بمركبات كيميائية تسبب السرطان. وتقع البحيرة بالقرب من شركة الكيماويات “شيمورز”، التي تواجه اتهامات بتفريغ نفاياتها في البيئة. وقد أظهرت أبحاث جديدة قامت بها وكالة الصحة العامة “RIVM” أن تركيز مركبات “PFAS” في المياه يمكن أن يشكل خطرا على الأطفال.
صرحت رئيسة قسم الصحة في دوردريخت، تانيا دي يونغ، للإذاعة المحلية راينموند قائلةً: “نحن نأخذ صحة سكاننا على محمل الجد. إنه أمر محزن حقا أن منطقة السباحة لدينا لا يمكن استخدامها حاليا، ولكن هذه هي أفضل نصيحة في الوقت الراهن.”
أشار برنامج الأخبار الحالية “زمبلا” في نهاية يونيو إلى أن المياه في القنوات ونقاط السباحة التي تبعد ما يصل إلى 15 كيلومترا عن المصنع أصبح ملوثة بمركبات PFAS.
المركبات البير- والبوليفلوروالكيل (PFAS) هي مجموعة من المركبات الكيميائية التي تتميز بوجود روابط فلوروكربونية طويلة وقوية. تُستخدم هذه المركبات في مجموعة متنوعة من المنتجات، بما في ذلك الأواني غير اللاصقة وطلاء الأدوات المنزلية وملابس العمل المضادة للماء ومنتجات الحماية من الحريق.
تشمل المخاوف المتعلقة بمركبات “PFAS” ما يلي:
- تراكم في البيئة والكائنات الحية: بعض مركبات PFAS تمتلك قدرة على التراكم في النباتات والحيوانات والبشر مع مرور الوقت، مما يمكن أن يؤدي إلى تراكم مستويات خطيرة في السلاسل الغذائية.
- تأثيرات صحية: هناك قلق من أن تعرض البشر لمركبات PFAS قد يكون له تأثيرات صحية سلبية، مثل زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان، وتأثيرات على جهاز المناعة والتنمية.
- انتقال عبر الحدود الجيولوجية: يمكن لمركبات PFAS أن تنتقل من مكان إلى آخر عبر الحدود الجيولوجية، مثل مصادر التلوث المائية التي يمكن أن تؤثر على مناطق بعيدة عن مصادر التلوث الأصلية.
- تأثير على الحياة البحرية: تأثيرات سلبية محتملة على الحياة البحرية نتيجة تسرب مركبات PFAS في المحيطات والبحيرات.
نظرا للمخاوف المحتملة المتعلقة بالبيئة والصحة، هناك اهتمام متزايد بتقييد استخدام مركبات “PFAS”وتطوير بدائل أقل ضرر. وقد اتخذت العديد من البلدان والمؤسسات تدابير للتقليل من استخدام هذه المركبات ومراقبتها بشكل أفضل.
مقاضاة الشركة المسببة بتلوث البحيرة بمواد مسرطنة
بعد عرض البرنامج، قامت وكالة الصحة العامة بإجراء سلسلة من الفحوصات وأكدت أن هناك خطرا على الصحة في 12 من أصل 13 نقطة مخصصة للسباحة. أما المنطقة الـ13، وهي ميرفيلاندين، فقد تم خضوعها لاختبارات إضافية وقد تم الآن توصية السلطات بإغلاقها.
هيئة المياه المحلية تقوم حاليا بإجراء مزيد من الاختبارات للوقوف على إمكانية فتح المنطقة أمام السباحين في المستقبل.
ذكرت وكالة الصحة العامة في يوليو أن الهولنديين يتناولون كميات زائدة من مركبات “PFAS” عبر الطعام ومياه الشرب، على الرغم من أن الكمية الإجمالية أقل مما كان معتقدا في البداية.
في وقت سابق هذا الأسبوع، أعلنت المحامية بينديكت فيك أنها تعتزم تقديم دعوى قانونية نيابة عن 2000 شخص ضد الإدارة الحالية والسابقة لشركة شيمورز، التي كانت تعرف سابقا بدوبونت.
إذا وافقت إدارة الادعاء العام على توجيه تهم جنائية ضد الإدارة الحالية والسابقة بتلويث المنطقة المحيطة عمدًا وتعريض الصحة العامة للخطر، فقد يواجه المسؤولون عقوبات السجن، وأكدت المحامية فيك هذا لصحيفة إن أر سي.
