هولندا تعتزم إعادة اللاجئين السوريين قسراً إلى بلادهم
أعلنت وزارة اللجوء والهجرة الهولندية عن نيتها النظر في إعادة اللاجئين السوريين قسرا على المدى الطويل، في خطوة تأتي ضمن توجه لتقييم أوضاع اللجوء للسوريين أسوةً بدول أوروبية أخرى مثل ألمانيا والنمسا. جاء الإعلان ردا على تساؤلات وجهتها صحيفة “أر تي إل” نيوز الهولندية، حيث أكدت الحكومة أن التوجه نحو إعادة اللاجئين، سواء طوعا أو قسرًا، بات ضمن أولوياتها.
وأوضحت وزيرة اللجوء والهجرة الهولندية، فابر، أن المرحلة الأولى ستركز على تسهيل عودة اللاجئين الذين يرغبون في العودة طوعا. وقالت: “سنقدم كل الدعم الممكن للسوريين الذين يختارون العودة الآن”. لكنها لم تستبعد العودة القسرية، مضيفة: “مثلما تفعل ألمانيا ودول أخرى، سنباشر العودة القسرية عندما تصبح الظروف مناسبة”.
سياسة تجميد البت بقرارات اللجوء لا تزال قائمة
في الوقت الحالي، تطبق هولندا سياسة “تجميد مؤقت” تمنع معالجة طلبات لجوء جديدة للسوريين، كما لا تُجبر طالبي اللجوء المرفوضين على المغادرة. ومنذ سنوات، لم تشهد هولندا أي عملية ترحيل قسرية للسوريين بسبب استمرار عدم الاستقرار في سوريا وغياب العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد.
شروط لإعادة التقييم
وفقا لوزارة الخارجية الهولندية، فإن إعادة تقييم تصاريح الإقامة للسوريين ستتم فقط بعد توافر شروط صارمة، منها تصنيف سوريا أو أجزاء منها كـ”مناطق آمنة”، بناءً على تقارير رسمية تصدرها الوزارة. كما ستتطلب العملية اتفاقيات مع الحكومة السورية لضمان استقبال اللاجئين العائدين بطريقة إنسانية.
جهود دبلوماسية في سوريا
وفي إطار هذه الجهود، قام المبعوث الهولندي الخاص، خايس خيرلاخ، بزيارة إلى سوريا في يناير الماضي، حيث أجرى محادثات مع المسؤولين السوريين حول قضايا تتعلق بـ”الاستقرار المستدام”، وحقوق الأقليات مثل المسيحيين والأكراد، وسبل عودة اللاجئين. ووفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الهولندية، فإن هذه المحادثات تمهد الطريق لخطوات مستقبلية.
لا قرارات فورية
رغم التوجهات الجديدة، أكدت وزارة اللجوء والهجرة أن إعادة تقييم أو سحب تصاريح الإقامة ليست قيد التنفيذ حاليا. وقالت الوزارة: “لن يكون ذلك ممكنا إلا بعد الحصول على صورة واضحة ومكتملة عن الوضع الأمني والسياسي في سوريا”. كما أكدت أن الحديث عن إعادة فتح السفارة الهولندية في دمشق “ما زال مبكرا للغاية”.
هذا التوجه يعكس تزايد الضغوط على الحكومة الهولندية لإيجاد حلول لمسألة اللاجئين السوريين، وسط انقسام داخلي بين من يدعو لتعزيز العودة الطوعية، ومن يرى أن الظروف في سوريا لا تزال غير مواتية لأي شكل من أشكال العودة.