كابوس بوتين يتحقق: تدمير 2000 دبابة روسية في أوكرانيا
ماذا حدث لدبابات موسكو المتطورة؟ تدمير 2000 دبابة بما فيها الحديثة والأكثر تطوراً
شهدت الحرب الدائرة في شرق أوكرانيا تدمير أكثر من 2000 دبابة للجيش الروسي – حسب تقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية – ومن بين هذه الخسائر الفادحة فقدت روسيا أكثر من نصف أسطولها الحربي من دباباتها الرئيسية العاملة والأكثر تطوراً، والتي تمثل قلب قواتها المدرعة.
ومع انخفاض أعداد دباباتها المتاحة، بالإضافة للخسائر الفادحة التي تكبدتها في الأفراد والمواد والمعدات على مدار 14 شهرا، مما أدى إلى استنزاف مخزوناتها في جميع المجالات. وهو الأمر الذي يعد كابوسا حقيقيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اضطرت روسيا للاستنجاد بدبابات تي-62 العتيقة التي تم تصنيعها خلال فترة الاتحاد السوفيتي.
روسيا تعاني من خسائر فادحة في أوكرانيا: دبابة T-62 في الخدمة
في الأشهر الأولى من الغزو، اعتمدت موسكو بشكل أكبر على دباباتها الحديثة من طراز T-72B3 و T-72B3M و T-80BV/U. يعتقد خبراء الصناعة العسكرية أن ما يقرب من ثلثي هذه المركبات المدرعة عالية الجودة قد خسرتها روسية. وبدون دباباتها الرئيسية الحديثة، اضطرت فرق الدروع الروسية للجوء إلى استخدام دبابات T-62 التي تم تنسيقها من الخدمة سابقاً.
وتشير التقارير أنه بالتزامن مع بدأ تداول لقطات خلال فصل الصيف لعشرات من دبابات T-62 المحدثة والتي تم تسليمها إلى أوكرانيا، أصبحت الحالة الحقيقية لترسانة الدبابات الروسية موضع تركيز ومتابعة شديدة. وكانت وزارة الدفاع البريطانية أول من أكد استخدام هذه المركبات المدرعة العتيقة في أوكرانيا، موضحةً أن “نتيجة للخسائر التي لحقت بالعدو الروسي خلال المعارك، اضطر لسحب دبابات T-62 من التخزين لتجنيد مجموعات تكتيكية للكتيبة الاحتياطية التي يجري تشكيلها لإرسالها إلى أوكرانيا. وبالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام المعدات التي تم إصلاحها وتجديدها في مصانع الإصلاح والتجديد لتعويض الخسائر في الأسلحة والمعدات العسكرية.”
ولمن لا يعلم فقد أُدخلت دبابات تي-62 إلى الخدمة في أوائل الستينيات من القرن العشرين، وأصبحت بسرعة الدبابة القياسية للاتحاد السوفيتي، حيث استبدلت دبابة T-55. وربما كان التطور الأهم الذي طرأ على دبابة T-62 هو وضع فتحات المدفع الرئيسي والرشاش في محور واحد.
وفي المقابل تتميز دبابات تي-62 التي تم تسليمها إلى أوكرانيا بالعديد من التحسينات مقارنةً بالجيل الأقدم منها. وفقا لما ذكرته مجلة “ذا درايف“، فإن الدبابات T-62 الموجودة في أوكرانيا مجهزة بدروع مرتفعة من السلك أو الحديد المخطط لمساعدتها في الدفاع ضد الصواريخ المضادة للدبابات.
ماذا حدث لدبابات موسكو المتطورة؟ تدمير 2000 دبابة بما فيها الحديثة والأكثر تطوراً
كان الكرملين يتفاخر في كثير من الأحيان بأن دباباته الحديثة والقوية من طراز T-80 يمكنها تدمير الدبابات الأخرى بكل سهولة، ولكن عدد الخسائر الهائل الناتجة عن فقدان هذه الدبابات في أوكرانيا يشير إلى خلاف ذلك. وقد ساعد تدفق الأسلحة المتقدمة الغربية إلى أوكرانيا، بما في ذلك الأسلحة المضادة للدبابات مثل صاروخ جافلين الأمريكي “FGM-148 Javelin” و “لاو NLAW” البريطاني و “AT4” السويدي، بالتأكيد في جهود الدفاع عن البلاد.
وهناك مشاكل أخرى تواجه دبابات روسيا ومشغليها. وفقا لتقرير من Oryx، كان حوالي 34٪ من خسائر دبابات البلاد ناتجة بالفعل عن تخلي أفراد الطاقم عنها. فكثير من الجنود الروس الذين لديهم تجهيزات بسيطة وليسوا مستعدين للقتال قد تركوا دباباتهم وراءهم.
كما أن موسكو تفتقر إلى الموارد والأموال للحفاظ على أسطول دباباتها وتحديثه بشكل كاف. وفقا لمجلة نيوزويك، “فإن قدرة الجيش الروسي على الحفاظ على معداته في الميدان ضعيفة. فالدبابات تتعطل بشكل أكثر تحت ظروف القتال، ورأينا الكثير من الصور لـ “دبابات الروس” المتعطلة التي وجدتها أوكرانيا بعد تقدمها، حيث تقف الدبابات التالفة غير المصلحة بالعشرات. لذلك فإن خسائره في المعركة هي خسائر خطيرة للغاية، ولا يستطيع الروس إعادة الدبابات التي تعاني من الأعطال الميكانيكية في الميدان إلى العمل مرة أخرى”.
بينما قدمت كل من موسكو وكييف تقديرات مختلفة لفقدان الدبابات، إلا أن تقاريرهما بلا شك مبالغ فيها من حيث الأعداد في ظل دعم جهود الدعاية والإعلان الخاصة بهما. لذلك، فمن الصعب للغاية الحصول على تقديرات دقيقة لفقدان المعدات.