فيلدرز يهدد بإسقاط الحكومة إذا تم تعديل مقترحات قوانين اللجوء

يستمر الجدل داخل الائتلاف الحكومي الهولندي حول مقترحات قوانين اللجوء التي قدمتها وزيرة اللجوء والهجرة، فابر، وسط تهديدات صريحة من زعيم حزب الحرية (PVV)، خيرت فيلدرز، بإسقاط الحكومة في حال إجراء أي تعديلات على تلك القوانين.
خلافات داخل الائتلاف الحاكم حول قوانين اللجوء
شهد الاجتماع الأسبوعي للائتلاف الحكومي صباح اليوم مناقشات ساخنة، خاصة بعد الرأي السلبي الذي أصدره مجلس الدولة بشأن مقترحات فابر. وأكد المجلس في تقريره أن هذه القوانين، بصيغتها الحالية، غير قابلة للتنفيذ وتمت صياغتها بشكل غير دقيق، مما يجعل تمريرها في البرلمان أمرا معقدا.
وعلى الرغم من رغبة جميع أحزاب الائتلاف في إرسال القوانين إلى البرلمان، إلا أن هناك تباينا في وجهات النظر حول سرعة التنفيذ وإمكانية تعديل بعض بنودها. فقد أبدى حزبا العقد الاجتماعي الجديد “NSC” والشعب الديمقراطي “VVD” انفتاحا على إجراء تعديلات لضمان قابلية تنفيذ القوانين وعدم خلق فوضى قانونية، وهو ما أثار غضب فيلدرز.
تصعيد فيلدرز على وسائل التواصل الاجتماعي
لم يتأخر فيلدرز في الرد، حيث نشر على منصة X موقفا حاسما من القضية، قائلًا: “بعد التخلي عن قانون الطوارئ، لن تكون هناك أي تعديلات أخرى. وإلا فليقرر الناخب مصير الحكومة”. جاءت هذه التصريحات بعد ساعات فقط من تقرير مجلس الدولة، مما أظهر إصراره على عدم تقديم أي تنازلات بشأن سياسات اللجوء.
موقف متشدد وتهديد بإسقاط الحكومة
في اليوم التالي، صعّد فيلدرز من لهجته أكثر، مؤكدًا أمام الصحفيين في البرلمان الهولندي أنه لن يقبل أي تعديل، وقال: “هنا أرسم خطا في الرمال، لن يتغير أي شيء بعد الآن”. وأضاف أنه عرض الأمر على كتلته البرلمانية، التي أبدت بالإجماع رفضها لأي تعديلات على نصوص القوانين.
كما هدد فيلدرز بشكل مباشر قائلاً: “إذا قرر حزب العقد الاجتماعي الجديد “NSC”، وربما الشعب الديمقراطي “VVD“، إجراء تعديلات على القوانين، فإن الحكومة ستنهار وسنعود إلى الناخبين”.
ردود فعل الأحزاب الأخرى
من جانبها، لم تُظهر زعيمة حزب العقد الاجتماعي الجديد “NSC”، ميري فان فروونهوفن، أي قلق من تهديدات فيلدرز، وردّت ببرود قائلة: “هذا لا يجعلني أشعر بعدم الارتياح. أعرف كيف يفكر فيلدرز. إذا كنا نريد سياسة لجوء صارمة، فعلينا أن نضمن أنها قابلة للتنفيذ. لا فائدة من قوانين صارمة إذا كانت ستؤدي إلى الفوضى”.
أما زعيمة حزب VVD، ديليان يسيلغوز، فقد انتقدت بشدة موقف فيلدرز، معتبرة أنه “غير ضروري وغير مسؤول”. وأضافت: “لقد أصبح الأمر متكرراً. نريد المضي قدما في قوانين اللجوء، لكن الجدال حول تصريحات فيلدرز لا يؤدي إلا إلى إضاعة الوقت والجهد”.
موقف رئيس الوزراء سخوف
رئيس الوزراء ديك سخوف تجنب الإدلاء بتصريحات مباشرة حول الأزمة، مفضلاً انتظار نتائج المناقشات داخل الحكومة. وأكد أن وزيرة اللجوء والهجرة، فابر، ستعيد النظر في القوانين قبل طرحها للنقاش في مجلس الوزراء خلال الأسابيع المقبلة.
وفي تصريحه للصحافة، قال سخوف: “مجلس الدولة هو هيئة استشارية مهمة، ونحن نأخذ توصياته على محمل الجد. سنناقش كيفية التعامل مع هذه القوانين، وأنا دائمًا منفتح على التحسينات”.
هل يواجه الائتلاف أزمة سياسية جديدة؟
تُظهر تصريحات فيلدرز والتوترات داخل الائتلاف أن الحكومة قد تكون مقبلة على أزمة سياسية حقيقية. فبينما يصر حزب هيئة استشارية مهمة ”PVV” على عدم إجراء أي تعديلات، ترى أحزاب أخرى ضرورة ضمان تنفيذ القوانين بطريقة فعالة ومنظمة. وفي حال استمرار هذا الخلاف، قد يجد الائتلاف نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما: إما التوصل إلى تسوية، أو العودة إلى صناديق الاقتراع.