أخبار هولندا

فكر جيدا قبل المشاركة في الكرنفال

مع اقتراب احتفالات الكرنفال في جنوب هولندا، يحذر خبراء الصحة من انتشار واسع لفيروس الإنفلونزا بين المشاركين. ورغم أن ذروة وباء الإنفلونزا قد انتهت مؤخرا، إلا أن خطر الإصابة لا يزال مرتفعا، خصوصا في ظل التجمعات الكبيرة التي تميز أجواء الكرنفال.

ارتفاع معدل الإصابات مع استمرار الوباء

على الرغم من انخفاض طفيف في عدد المرضى الذين يزورون الأطباء بسبب أعراض الإنفلونزا، فإن البلاد تعاني من موجة وبائية مستمرة منذ ستة أسابيع. ويؤكد عالم الفيروسات جان-لوك مورك من مستشفى إليزابيث-تويستيدن في تيلبورغ أن الوضع الحالي هو الأسوأ منذ تفشي جائحة كورونا. ويقول: “هناك العديد من المرضى الذين يعانون من المرض لفترات طويلة، وبعضهم في حالات خطيرة.”

وبات من النادر أن لا يكون هناك شخص في محيط الأفراد قد أصيب بالإنفلونزا خلال الأسابيع الأخيرة، مما يزيد القلق مع اقتراب الكرنفال، حيث يخشى الكثيرون من تفويت الحدث بسبب المرض.

“من الصعب تفادي العدوى”

أكد كل من عالم الفيروسات مورك وعالم المناعة غير ريكرز أن تجنب العدوى خلال الكرنفال سيكون أمرًا بالغ الصعوبة. يقول ريكرز: “إذا قررت المشاركة، فمن المستبعد أن تتمكن من تجنب الإصابة.” ويضيف مورك: “لا يمكنك منع ذلك بشكل كامل.”

ويفسر ريكرز، الذي كان سابقا من عشاق الكرنفال، أسباب ارتفاع احتمالية العدوى هذا العام، قائلًا: “ذروة الإنفلونزا لم تنتهِ بعد، ولا يزال العديد من الأشخاص يعانون من السعال والعطس. إلى جانب ذلك، فإن الطقس الجيد المتوقع خلال عطلة نهاية الأسبوع سيؤدي إلى زيادة أعداد المشاركين، ومع ازدحام الحشود وعدم إمكانية الحفاظ على التباعد الاجتماعي، تزداد فرص انتقال الفيروسات بسرعة.”

بيئة مثالية لانتشار الفيروسات

من جانبه، أوضح مورك كيف أن الأجواء الاحتفالية تسهّل انتشار العدوى، قائلا: “خلال الكرنفال، تجد نفسك تصرخ في وجه الآخرين بسبب الضجيج، وتغني وسط حانة سيئة التهوية. لو تمكنا من رؤية الهواء بكاميرا خاصة، لرأينا آلاف الجزيئات الفيروسية العالقة التي يستنشقها الجميع. هذا إلى جانب العناق المتكرر والتقبيل، مما يجعل الأمر بمثابة ‘لحظات احتفالية للبكتيريا’.”

كما أشار ريكرز إلى أن الأكواب البلاستيكية أو الزجاجية التي تُستخدم في الحفلات تشكّل خطرا إضافيا، حيث يتم غسلها بشكل سريع قبل أن يستخدمها شخص آخر. ويقول: “لهذا السبب نشهد ارتفاعا في حالات تقرحات الفم بعد الكرنفال.” وأكد مورك أن الغسيل الجيد بالصابون يساعد في القضاء على الفيروسات، لكنه شدد على أن مستوى النظافة في هذه المناسبات ليس دائمًا بالمستوى المطلوب.

انتشار واسع للفيروسات التنفسية

ولا يقتصر القلق على فيروس الإنفلونزا وحده، إذ أوضح مورك أن هناك أكثر من خمسة أنواع مختلفة من التهابات الجهاز التنفسي المنتشرة حاليا. ويضيف: “حتى لو كنت قد أصبت بالإنفلونزا سابقا هذا الموسم، فإنك لا تزال عرضة للإصابة بعدوى جديدة خلال أو بعد الكرنفال.”

بسبب هذه المخاطر، يدعو الخبراء الناس إلى إعادة النظر في قرار المشاركة في الكرنفال هذا العام، خاصة بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة للمضاعفات الصحية. يقول مورك: “الإصابة بالإنفلونزا من حين لآخر أمر طبيعي، لكنها قد تكون خطيرة بالنسبة لمن يعانون من مشاكل صحية مزمنة. لذلك، لا أنصح هؤلاء الأشخاص بالمشاركة في الكرنفال هذا العام.”

أما ريكرز، فيؤكد أن احتمالية الإصابة بالعدوى كبيرة جدا، مشيرا إلى أن مدى تأثير الفيروس يختلف من شخص لآخر. لكنه يوجه نصيحة واضحة لمن يعرفون أن أجسامهم تتأثر بشدة بالإنفلونزا: “إذا كنت تعلم من تجاربك السابقة أنك قد تمرض بشدة بسبب الإنفلونزا، فمن الأفضل ألا تذهب، مهما كان القرار صعبا. فكر في أن الكرنفال سيعود مجددا العام المقبل.”

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات