وثيقة مسربة تسبب عاصفة سياسية واجتماعية وملك هولندا يقولها صراحة
أثارت وثيقة مسربة حول عضوية الأمير برنهارد، جد ملك هولندا فيليم-ألكسندر، في الحزب النازي الألماني حتى عام 193، جدلاً واسعا في هولندا وخارجها. وبعد أن تم تسليط الضوء على هذا الموضوع، قرر الملك فيلم-ألكسندر التعبير عن موقفه ورؤيته حول هذا الأمر بصراحة.
ملك هولندا يشير إلى انتماء جده إلى الحزب النازي ويعلن فتح أرشيف العائلة المالكة أمام الباحثين
قبل انطلاق حفل توزيع جوائز فنية، في ساحة قصر دام في أمستردام، تحدث الملك مع الصحفيين حيث قال: “أستطيع تصور تماما أن هذا الخبر قد أثر بشكل كبير، وأنه سبب لتأجيج العواطف، خاصةً بالنسبة للمجتمع اليهودي. ولكنني مقتنع بأنه يجب مواجهة الماضي، بما في ذلك الأجزاء غير المشرفة”.
وبالفعل، أخذ الملك الأمر بجدية واتخذ خطوات للتعامل معه. قرر فتح أرشيف العائلة الملكية للباحثين حتى سبتمبر 6 عام 1948، وهذا يشمل فترة الحرب العالمية الثانية وما تلاها. وعلق الملك على ذلك قائلاً: “أعتقد أن الأرشيف بأكمله يجب أن يكون متاحا بأقصى درجة من الشفافية، لدراسة التاريخ”.
وأشادت وسائل الإعلام بموقف الملك، حيث ذكرت آر تي إل نيوز بأن “الملك لم يتجنب الموضوع”، بينما وصفت صحيفة ألخمين داخبلاد موقف الملك بأنه “أظهر انفتاحاً حول مصدر إحراج استمر لعقود”. وأضاف معلق الشؤون السياسية في صحيفة تيلخراف، التي كانت الصحيفة الهولندية الوحيدة التي استمرت في النشر خلال الحرب تحت إشراف النازيين، أن رد فعل الملك كان “جديراً بالثناء”.
يأتي هذا الجدل بعدما كشفت أبحاث في الأرشيف الملكي بقيادة فليب مارسخالكرفير، رئيس الأرشيف الملكي السابق، عن وثيقة أصلية تثبت عضوية الأمير برنهارد في الحزب النازي الألماني، والتي استعادتها الولايات المتحدة من ملفات في برلين وأُرسلت إلى الأمير لإتلافها، لكنه لم رفض القيام بذلك.
هذا الاكتشاف، الذي تم ذكره في هامش كتاب مارسخالكرفير “De Achterblijvers” (أولئك الذين بقوا في الخلف)، الذي يعتبر آخر منشور حول حكومة الملكة فيلهلمينا في المنفى في إنجلترا، أثار دعوات لإجراء تحقيق في تاريخ الأمير وانتمائه السابق للحزب النازي من قبل بعض أعضاء البرلمان وعدد من المنظمات اليهودية.
يبدو أن هذا الأمر سيكون محطة اهتمام ونقطة مثيرة للجدل في الأيام والأسابيع القادمة، حيث تظهر رغبة ملك هولندا في التعامل بشكل جاد مع التاريخ، حتى مع الجوانب المظلمة منه.