عراقيون يقاضون الحكومة الهولندية بسبب قصف مصنع في منطقة مكتظة بالسكان أدى لعشرات القتلى
يقاضي 11 مدنيا عراقيا الحكومة الهولندية بسبب تعرضهم وعائلاتهم لإصابات في غارة جوية على مصنع سيارات مفخخة في بلدة الحويجة في عام 2015. المحامية الهولندية ليزبيث زيخفيلد -التي تتولى ملف تعويضات ضحايا مدينة الحويجة- تحمل القوات الهولندية المسؤولية.
وقالت زيخفليد إن الجيش الهولندي قد خاطر بطريقة غير مقبولة في استهداف المصنع الذي يقع في منطقة مكتظة بالسكان. ومن المعروف أن حوالي 70 شخصاً لقوا مصرعهم بعد أن تسبب القصف في تفجير عبوات ناسفة كانت مخزنة في المبنى.
ووعدت الحكومة الهولندية بإنفاق 4 مليارات يورو في المنطقة للتعويض عن فقدان المنازل وإمدادات الكهرباء والمياه، لكنها نفت مسؤوليتها عن الهجوم. وقالت وزيرة الدفاع، أنك بيليفيلد، أمام البرلمان إنه لم تكن هناك معلومات استخبارية قبل الغارة تشير إلى أنها ستعرض أرواح المدنيين للخطر ولم تكن الحكومة على علم بوجود مخزون كبير من الذخيرة داخل المصنع.
لكن زيخفيلد قالت إن الاستطلاع الهولندي للموقع “جاء في وقت غير مناسب وغير كاف وغير مستقل” وينتهك التزامات الحكومة بموجب الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان (ECHR). وقالت لـ هيئة الإذاعة الهولندية: “كانت الدولة تعلم، أو كان يجب أن تعلم، أن الغارة الجوية قد تسببت في مقتل أعداد كبيرة من المدنيين”.
وتتصرف جماعة زيخفيلد نيابة عن 11 من أقاربهم المفقودين في القصف، بينهم تسعة أطفال، فيما أصيب آخرون بجروح بدنية مزمنة. ومن بينهم الشاب علاء ، الذي يعمل في شركة البريد الهولندية “بوست إن إل” الذي فر من العراق إلى زويترمير مع زوجته وطفله، وكلاهما أصيب بحطام الانفجار. وأصيب نجل علاء بالعمى في إحدى عينيه. ومن الأشخاص المتضررين أيضاً، عبد الله، يبلغ من العمر 40 عاماً، فقد زوجته وخمسة من أطفاله السبعة في القصف.
وجد تحقيق أجرته هيئة الإذاعة الهولندية و إن إر سي قبل عامين أن القادة العسكريين قرروا المضي قدمًا في القصف على الرغم من علمهم بوجود خطر حدوث أضرار جانبية.
وقال تقييم أمريكي إن الهجوم لم يجلب سوى نتائج عسكرية محدودة أو “سلبية إلى حد ما”. وقال زيخفيلد إنه بناءً على تلك التقييمات، كان ينبغي على “حامل البطاقة الحمراء” الهولندي – القائد الأعلى الذي لديه سلطة إصدار الأمر بالهجوم – أن يوقف الغارة.
وبعد انسحاب القوات الهولندية البرية من العراق ساعدت القوات الجوية الهولندية التحالف الغربي في عملياته بالعراق في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت القوات الجوية الهولندية قد قصفت معملا لإنتاج القنابل تابعا لتنظيم الدولة في الحي الصناعي القريب من مدينة الحويجة عام 2015، بيد أن انفجار المعمل أدى لتدمير المنطقة القريبة منه ومقتل عشرات المدنيين (يرجح أنهم وصلوا إلى 70 قتيلا)، وأضعافهم من الجرحى.