حقائق جديدة في قضية مقتل الفتاة السورية ريان النجار (18 عاما)

في قضية صادمة هزّت الرأي العام الهولندي، كشفت تحقيقات صحفية أن ريان النجار، الفتاة السورية البالغة من العمر 18 عاما، والتي عُثر على جثتها في مايو من العام الماضي بمدينة ليليستاد، كانت تخضع لنظام حماية مشدد تابع للشرطة الهولندية قبل مقتلها. وقد أكد مكتب النيابة العامة هذه المعلومات لقناة “أر تي إل نيوز”، مشيرا إلى أن الحماية كانت قد أُوقفت قبيل وقوع الجريمة.
خلفية القضية
ريان النجار، المنحدرة من عائلة سورية تقيم في مدينة “يوري”، كانت قد وُضعت تحت الحماية بعد ورود مؤشرات على تعرضها لتهديدات جدية، يُعتقد أن مصدرها كان من داخل عائلتها. وتشير التحقيقات إلى أن الفتاة كانت هدفا لما يُعرف بـ”جريمة شرف”، إذ اعتبرت عائلتها سلوكها “غربياً أكثر من اللازم”، ما دفعهم – بحسب الاشتباه – لاتخاذ قرار بإنهاء حياتها.
وقد تم العثور على جثة ريان في المياه بجانب سد بمدينة ليليستاد، في واقعة وصفتها وسائل الإعلام الهولندية بالمروعة. وتُظهر الأدلة أن الجريمة كانت مخططًا لها بعناية، حيث يتهم الادعاء شقيقي الضحية الأكبر سناً بتنفيذ الجريمة، بناءً على تعليمات من والدهما، الذي فرّ إلى سوريا بعد الحادثة.
إيقاف الحماية: تساؤلات بلا إجابات
رغم أن ريان كانت ضمن نظام الحماية والمراقبة الذي تديره السلطات الهولندية للأشخاص المهددين بشكل خطير، فإن هذه الحماية توقفت قبل وقوع الجريمة. وقال المتحدث باسم النيابة العامة إن إنهاء الحماية تم قبل مقتلها، دون أن يوضح أسباب هذا القرار أو ماهية الإجراءات الأمنية التي كانت مطبّقة لحمايتها.
هذا التطور يثير العديد من التساؤلات حول فعالية منظومة الحماية، وكيفية تقييم المخاطر، والقرارات المتعلقة بإيقاف التدابير الوقائية. ولا تزال السلطات تلتزم الصمت بشأن تفاصيل القرار، ما فتح الباب أمام موجة من الانتقادات والمطالب بإعادة النظر في سياسات الحماية الخاصة بالضحايا المحتملين داخل الأسر المهاجرة.
التحقيقات مستمرة
تم توقيف الشقيقين المشتبه بهما ويخضعان حاليًا للمحاكمة، بينما لا يزال والدهما فارًا في سوريا. وتعمل النيابة العامة على استكمال ملف القضية، وسط دعوات حقوقية لمحاسبة المسؤولين ليس فقط عن الجريمة، بل وعن أي تقصير محتمل من قبل الأجهزة الأمنية.
نظام الحماية الهولندي: بين الضرورة والثغرات
نظام “الحماية والمراقبة” في هولندا يشمل أفرادا مهددين بجدية، مثل الصحفيين، السياسيين، والشهود في القضايا الكبرى. وكان الصحفي الراحل بيتر آر. دي فريس، الذي اغتيل عام 2021، أحد أبرز الأسماء التي شملها هذا النظام. كما يُحاط الصحفي جون فان دن هوفيل بحماية دائمة بسبب التهديدات التي يتعرض لها.