حزب دينك الهولندي: مكافحة العنصرية ومعاقبة اسرائيل في صميم البرنامج الانتخابي

مع اقتراب موعد الانتخابات العامة الهولندية بنهاية أكتوبر 2025، أعلن حزب دينك (DENK) عن برنامجه الانتخابي الجديد الذي يؤكد أن مكافحة العنصرية والتمييز أصبحت أولوية وطنية أكثر من أي وقت مضى، في ظل ما وصفه الحزب بـ”تآكل أسس المجتمع الهولندي”.
وجاء البرنامج تحت الشعار الثابت للحزب: “حقوق متساوية للجميع”، وهو مبدأ تأسس عليه الحزب قبل عشر سنوات بعد استقالة النائبين تونهان كوزو وسلجوق أوزتورك عن حزب العمال (PvdA).
دينك يدعو إلى مكافحة التمييز وعدم المساواة في هولندا
يقول حزب دينك إن التمييز ما زال متفشياً داخل المؤسسات الحكومية والشرطة، رغم أن المادة الأولى من الدستور الهولندي تنص على المساواة.
ويقترح الحزب خطة طموحة بعنوان “مهلة القضاء على التمييز 2030”، تهدف إلى القضاء الكامل على التمييز في المؤسسات الحكومية خلال خمس سنوات، مع تعيين منسق وطني لمراقبة التمييز وكراهية المسلمين.
موقف دينك من إسرائيل وفلسطين
في السياسة الخارجية، يؤكد حزب دينك دعمه الواضح لـ القضية الفلسطينية. وقد تضمن البرنامج الانتخابي الشعار المثير للجدل “من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة”، والذي اعتبره البرلمان الهولندي سابقاً دعوة لتدمير “إسرائيل”.
وأوضح زعيم الحزب فرنس فان بارله في تصريح لـ هيئة الإذاعة الهولندية “إن أو إس” أن الشعار يرمز إلى حرية الشعب الفلسطيني وليس إلى العنف.
ويرى دينك أن حل الدولتين أصبح مستحيلاً بسبب السياسات الإسرائيلية، ويدعو إلى إقامة دولة واحدة بحقوق متساوية للجميع، مطالبا الحكومة الهولندية بفرض عقوبات أشد على إسرائيل والاعتراف بهذه الرؤية رسمياً.
أبرز مقترحات برنامج حزب دينك الانتخابي 2026
يتضمن البرنامج الانتخابي لحزب دينك مجموعة من المقترحات الجريئة التي تركز على العدالة الاجتماعية والمساواة، أبرزها:
- إنشاء سجل وطني للعنصرية يضم جميع من أُدينوا بجرائم عنصرية.
- حظر حرق المصحف الشريف (القرآن الكريم).
- توزيع اللاجئين بعدالة بين المدن الهولندية.
- جعل إحياء ذكرى العبودية (كيتي كوتي) عطلة وطنية رسمية.
- رفع الحد الأدنى للأجور لجميع العاملين.
- استخدام زوار سريين لاكتشاف الوسطاء العقاريين الممارسين للتمييز.
- اعتبار الصهيونية أيديولوجية متطرفة وعنصرية.
معالجة أزمة السكن والفقر في هولندا
يرى حزب دينك أن أزمة السكن والفقر من أكبر التحديات التي تواجه المجتمع الهولندي.
ويقترح الحزب توفير وجبات مجانية في المدارس الواقعة في الأحياء الفقيرة (فطور وغداء)، بالإضافة إلى دمج مختلف مستويات التعليم في بيئة واحدة لتعزيز المساواة والتنوع الثقافي.
كما يدعو إلى تضمين التاريخ الاستعماري الهولندي في المناهج الدراسية ومنح الطلاب حق الإجازة الدينية وفق معتقداتهم.
أزمة داخلية حول قائمة المرشحين
شهد الحزب خلال الأشهر الماضية خلافاً حاداً حول ترتيب قائمة المرشحين. فقد أعلن فرنس فان بارله استقالته مؤقتًا في أغسطس الماضي، متهما مجلس الإدارة بمحاولة تهميشه، قبل أن يعود إلى القيادة بعد استقالة المجلس.
وفي النهاية، جاء النائب دوغوكان إرجين في المركز الثاني وإسماعيل العباسي في المركز الثالث على قائمة الحزب للانتخابات المقبلة.
يطرح حزب دينك نفسه كصوت الأقليات والمهاجرين في هولندا، مؤكدا أن العدالة والمساواة ومكافحة العنصرية هي أساس استقرار المجتمع. ومن خلال برنامجه الانتخابي الجديد، يسعى الحزب إلى بناء هولندا أكثر شمولاً وعدلاً، تعترف بتعددها الثقافي والديني، وتكافح التمييز بجميع أشكاله.








