تراجع حاد في ثقة الناخبين بالحكومة الهولندية

أظهر استطلاع حديث للرأي انخفاضا كبيرا في ثقة الناخبين بالحكومة الهولندية، حيث لم يتبقَّ سوى 16٪ من الناخبين الذين لا يزالون يثقون في أداء الحكومة. ويعود هذا التراجع إلى الخلافات المستمرة وسوء التعاون بين الأحزاب الائتلافية، مما أدى إلى اهتزاز ثقة المواطنين منذ تولي الحكومة الجديدة السلطة في صيف العام الماضي.
انهيار ثقة الناخبين في الحكومة الائتلافية
عند تشكيل الحكومة الجديدة في يوليو 2024، والتي تضم حزب الحرية (PVV) وحزب الشعب للحرية والديمقراطية (VVD) وحزب العقد الاجتماعي الجديد (NSC) وحركة المواطن الفلاح (BBB)، كانت نسبة ثقة الناخبين 37٪، وهو مستوى معتاد لحكومة جديدة وفقا لتقرير “أر تي إل نيوز”. إلا أن هذه النسبة انخفضت بشكل كبير، حيث أظهرت نتائج استطلاع أُجري في مارس 2025 بين 23 ألف ناخب، أن الثقة بالحكومة تقلصت إلى أكثر من النصف.
ووفقا لمحلل الاستطلاعات في “أر تي إل نيوز”، خايس راديميكر، فإن “الناخبين يرون أن الأحزاب الحاكمة تتشاجر فيما بينها أكثر مما تعمل على تحقيق نتائج ملموسة”. وأضاف: “يفتقر التحالف إلى الوحدة، ويعتقد الكثيرون أنه لم يتم تحقيق إنجازات كافية خلال الأشهر الأخيرة، إلى جانب ضعف الخبرة السياسية لأعضاء الائتلاف”.
كما أبدى ناخبو حزب الشعب “VVD” تحفظاتهم تجاه التحالف الحالي، حيث كانوا في السابق يؤيدون تشكيل ائتلاف مع حزب الحرية اليميني بزعامة غيرت فيلدرز، إلا أن العديد منهم الآن يفضلون تحالفا مع حزب اليسار الأخضر – حزب العمال (GL-PvdA). وأظهر الاستطلاع أن 50٪ من ناخبي حزب الشعب “VVD” يفضلون تحالفا مستقبليا مع تحالف اليسار “GL-PvdA”، بينما يفضل 21٪ فقط استمرار الائتلاف الحالي مع حزب الحرية “PVV” اليميني المتطرف. وقال أحد ناخبي حزب الشعب “VVD” معلقا: “أحزاب (PVV وBBB وNSC) تفتقر إلى النضج السياسي اللازم للحكم، لذا من الأفضل العودة إلى شركاء أكثر استقرارا”.
تراجع الثقة في قادة الأحزاب الائتلافية
لم يقتصر انخفاض الثقة على الحكومة ككل، بل طال أيضا قادة الأحزاب المشاركة في الائتلاف. فقد شهد زعيم حزب الحرية، خيرت فيلدرز، الذي تمتعت شعبيته بثقة تكاد تكون كاملة بين ناخبيه لسنوات، تراجعا ملحوظا إلى 70٪.
وأشار ناخبو حزب الحرية “PVV” في الاستطلاع إلى أن فيلدرز لم يحقق العديد من وعوده، وأنه سبب رئيسي في الخلافات المتكررة داخل الحكومة. كما أعرب البعض عن عدم ارتياحهم لعلاقته الودية مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالإضافة إلى موقف حزبه السلبي تجاه الاستثمارات في الدفاع والدعم المقدم لأوكرانيا.
كما تراجعت الثقة في زعيمة حزب حركة المواطن الفلاح “BBB”، كارولين فان دير بلاس، من 85٪ إلى 66٪، بينما شهد زعيم حزب العقد الاجتماعي الجديد “NSC”، بيتر أومتزيخت، انخفاضا حادا في نسبة الثقة إلى 23٪ فقط. وعلى النقيض، كانت زعيمة حزب الشعب “VVD”، ديلان يشيلجوز، الوحيدة التي حافظت على دعم الناخبين بنسبة 78٪.
الأحزاب المعارضة تكتسب المزيد من الثقة
في المقابل، تشهد أحزاب المعارضة ارتفاعا ملحوظا في ثقة الناخبين، حيث حصل فرانس تيمرمانس، زعيم تحالف اليسار “GroenLinks-PvdA”، على نسبة تأييد بلغت 72٪، فيما حظي روب يتن، زعيم حزب الديمقراطيين “D66″، بثقة 86٪، بينما تصدر هنري بونتنبال، زعيم حزب النداء المسيحي الديمقراطي ” CDA”، القائمة بنسبة 93٪.
ومع استمرار التراجع في شعبية الحكومة الحالية، يبدو أن الأحزاب المعارضة أصبحت خيارا أكثر جاذبية للناخبين الذين يبحثون عن قيادة أكثر استقرارا وأقل انقساما.