تراجع الثقة في الحكومة الهولندية مع استمرار فشل الوزراء في تحقيق تقدم

تشهد الثقة في الحكومة الهولندية تراجعا ملحوظا، خاصة بين خريجي الجامعات والكليات، وذلك بعد مرور عام على تشكيل الائتلاف الحاكم ذو التوجه اليميني فقد أظهرت دراسة حديثة أجراها معهد البحوث الاجتماعية (SCP) أن نسبة الثقة بين هذه الفئة قد انخفضت بشكل واضح خلال العام الماضي.
تراجع في الثقة وأسباب متعددة
في ربيع عام 2024، أعرب 60% من الحاصلين على شهادات جامعية أو مهنية عن ثقتهم في الحكومة اليمينية، إلا أن الأرقام الأخيرة تشير إلى انخفاض هذه النسبة إلى 52% وفقًا لاستطلاعات الرأي التي أُجريت خلال الخريف. كما تراجعت نسبة المواطنين الذين منحوا الحكومة تقييما إيجابيا (ستة من عشرة أو أكثر) من 55% إلى 51%.
ويبدو أن هذا التراجع في الثقة يعود إلى عدة عوامل، أبرزها عدم قدرة الحكومة على حل المشكلات، وضعف العلاقات بين الأحزاب الائتلافية، فضلاً عن عدم كفاءة بعض الوزراء. وقد عبّر أحد المشاركين في الاستطلاع، وهو شاب يبلغ من العمر 27 عاما وحاصل على تعليم جامعي، عن رأيه قائلاً: “معرفتهم بالقضايا ضعيفة، خططهم غير واقعية، وهم منشغلون بالشعبوية دون تحقيق إنجازات تُذكر.”
تأثير المستوى التعليمي على الرأي العام
لطالما كان لخريجي الجامعات نظرة أكثر إيجابية تجاه الحكومة مقارنة بغيرهم، إلا أن الباحثة في معهد البحوث الاجتماعية، خوزيه دن ريدر، أشارت إلى أن هذا الفارق لم يعد واضحا خلال العام الماضي. ورغم ذلك، فإن التقييم العام للسياسيين لم يشهد تغييرا جوهريا، حيث لا تزال هناك اختلافات قائمة في وجهات النظر السياسية بين مختلف الفئات المجتمعية.
إلى جانب ذلك، أظهرت الدراسة أن الخريجين يتمتعون بثقة أكبر في البرلمان مقارنة بغيرهم، حيث منح 61% منهم أعضاء البرلمان تقييما إيجابيا، مقابل 49% فقط من غير الحاصلين على شهادات جامعية.
الوضع العام والاقتصاد
ورغم أن 57% من المستجيبين يعتقدون أن هولندا تسير في الاتجاه الخاطئ، إلا أن النظرة إلى الوضع الاقتصادي ظلت إيجابية إلى حد كبير. فقد منح 78% من المشاركين الاقتصاد الهولندي تقييما جيدا، بينما لم يتوقع 64% منهم تدهور الأحوال الاقتصادية خلال الأشهر المقبلة.
تشير هذه الأرقام إلى حالة من التراجع في ثقة المواطنين بالحكومة، خاصة بين الفئات المتعلمة التي كانت في السابق أكثر تفاؤلا بأداء السلطة. وتجدر الإشارة أن الإئتلاف الحاكم يضم أحزاب الحرية اليميني المتطرف “PVV”، الشعب الديمقراطي “VVD”، العقد الاجتماعي الجديد “NSC”، وحركة المواطن الفلاح “BBB”.