الأسعار ترتفع مثل الصاروخ لكنها تهبط مثل المظلة
ماذا يمكنك أن تفعل كمستهلك لدفع أقل في السوبر ماركت؟
ارتفع معدل التضخم مرة أخرى في هولندا، على الرغم من انخفاض أسعار الطاقة. وتعزى الزيادة الطفيفة من 7.6 في المائة في كانون الأول (يناير) إلى 8 في المائة في شباط (فبراير) بشكل رئيسي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
أسعار المواد الغذائية والمشروبات والتبغ ارتفعت بنسبة 15.1%
في الخريف الماضي، بلغ معدل التضخم ذروته بأكثر من 14%. في وقت لاحق بدأ التضخم يتخذ منحى آخر نحو الإنخفاض، ولكن هذا الاتجاه يبدو أنه قد انتهى الآن. مع ارتفاع معدل التضخم مجدداً في هولندا وفي العديد من الدول الأوروبية الأخرى في الشهر الماضي.
وتشير الأرقام الصادرة عن هيئة الإحصاء الهولندية إلى أن أسعار المواد الغذائية والمشروبات والتبغ ارتفعت بنسبة 15.1% في شباط (فبراير) 2023 مقارنة بالعام الماضي في نفس الفترة. وتراجعت أسعار السلع المختلفة مثل الحبوب والدهون في الأشهر الأخيرة، لكن هذا التراجع غير ملحوظ في المتاجر.
يبدو أن أسعار الغاز تتحرك في الاتجاه الصحيح لصالح المستهلك. ومع ذلك، فإن هذا لن يؤدي مباشرة إلى انخفاض أسعار المنتجات على الرفوف. العديد من العوامل تلعب دورا في هذا، كما يوضح كوين دي يونج. وهو مدير “استشارة العلامة الخاصة الدولية”، وهي شركة استشارية للمنتجين وتجار التجزئة.
لم يشهد دي يونج مثل هذا الارتفاع في الأسعار في حياته المهنية. “هذا أمر غير مسبوق، لم أره من قبل في الثلاثين عاما الماضية”. ووفقا له، فإن هذه الزيادة الفريدة في الأسعار ترجع جزئيا إلى مشاكل سلسلة التوريد الناجمة عن جائحة كورونا. “ثم جاءت الحرب في أوكرانيا، والتي كان لها تأثير كبير أيضا.”
انخفضت أسعار بعض السلع ، مثل الحبوب والحليب ، انخفاضا طفيفا، لكننا لا نلاحظ ذلك في السوبر ماركت. “هناك تأخير، لأنه بمجرد اكتمال المفاوضات بين الطرفين، يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تصبح نافذة المفعول. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد سعر الحليب على عوامل مثل الطقس والمنافسة والعرض والطلب” ، كما تقول شركة فريزلاند كامبينا. “ونحن لا نتحدث عن الأسعار على الرف، التي يحددها تجار التجزئة في نهاية المطاف.”
ومن جانبه، صرح فرانس مولر، أعلى رئيس في شركة ألبريت هاين للمواد الغذائية قبل أسبوعين أنه يتوقع من المنتجين خفض أسعارهم بسرعة. وقال :”هذه هي الاتفاقيات التي عقدناها مع الموردين. إذا انخفضت أسعار المواد الخام، فعليهم أن يخفضوا أيضا”.
يرى دي يونج أيضا أن بعض المواد الخام لا تزال ثابتة بأسعارها: “على سبيل المثال، مازالت تكلفة السكر والبيض والزبدة باهظة الثمن.” إذا كان هناك أي تخفيض بالسعر فهو خلال فصل الصيف”. وقال كبير الاقتصاديين في وكالة الإحصاء (سي بي إس)، بيتر هاين فان موليجن، “يستغرق الأمر شهورا قبل أن يظهر أي تأثير”.
خفض الأسعار
يتعين على شركات المواد الغذائية “HAK” و يونيليفر “Unilever” أيضا التعامل مع عوامل أخرى غير أسعار الطاقة، مثل تكاليف الأجور. تتوقع شركة يونيليفر ألا يرى المستهلكون قريبا أي أسعار أقل على الرفوف هذا العام.
الخبر السار هو أن التضخم قد ينخفض في النهاية إلى مستوى أدنى. لكن انخفاض التضخم لا يعني أن المنتجات تصبح أرخص. لأن الحياة تصبح أقل تكلفة حقا فقط عندما ينخفض التضخم إلى ما دون الصفر في المائة وبالتالي يصبح سالبا. وهذا نادرا ما يحدث.
هل سيكون هناك انخفاض في السعر؟ يجيب فان موليجن: “المنتجات الطازجة مثل الفاكهة ترتفع وتنخفض أسعارها في كثير من الأحيان على أي حال. ولكن أشياء مثل القهوة ستصبح أكثر تكلفة إذا كان هناك حصاد سيئ.” لذلك لا يبدو أن الأسعار ستنخفض. وأضاف موليجن: “صحيح أن الأسعار تستقر بشكل عام بعد فترة.”
ماذا يمكنك أن تفعل كمستهلك لدفع أقل في السوبر ماركت؟ قد لا يكون هناك حل سحري ولكن يشير دي يونج إلى أنه يمكنك البحث عن علامة تجارية ذات أسعار رخيصة. “العلامات التجارية باهظة الثمن للغاية، والفجوة مع العلامات التجارية الخاصة أصبحت أكبر. ومحلات السوبر ماركت الأرخص هي أيضا خيار، ولديهم منتجات ممتازة بسعر منخفض. الأسعار ترتفع مثل الصاروخ، لكنها تهبط مثل المظلة. لا أحد سعيد بالزيادات، لكنها الحقيقة”.
