الخارجية الأردنية تستدعي سفير هولندا بسبب تصريحات فيلدرز بأن ”الأردن هي فلسطين”
استدعت وزارة الخارجية الأردنية، يوم الخميس، السفير الهولندي في عمّان للاحتجاج على منشور وصفته بـ”التصريحات التحريضية” نشره خيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية الهولندي اليميني المتطرف، أكبر حزب في البرلمان الهولندي، على منصة X (تويتر سابقاً).
ووصف فيلدرز عبر منصة “x” قرار الكنيست بأنه “تاريخي”، وقال: “التاريخ يعلمنا أن الدولة الفلسطينية الحقيقية والوحيدة هي الأردن، وليست يهودا والسامرة، بل المملكة الأردنية الهاشمية الحالية” على حد زعمه وتعبيره. وقد أثار المنشور استياء الحكومة الأردنية، حيث كتب فيلدرز أن “الأردن هو فلسطين”، ردا على خبر تصويت البرلمان الإسرائيلي ضد إقامة دولة فلسطينية.
في بيانها، أكدت وزارة الخارجية الأردنية أن استدعاء السفير جاء لتسليم رسالة احتجاج رسمية للحكومة الهولندية. واعتبرت الوزارة أن منشور فيلدرز يعكس “موقفا عنصريا” يدعو لحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن.
كما دعت الأردن الحكومة الهولندية إلى النأي بنفسها عن تصريحات فيلدرز. ووصف البيان الرسمي الأردني فيلدرز بأنه “برلماني عنصري” وأن تصريحاته “التحريضية” تتعارض مع القانون الدولي وتعكس “ثقافة الكراهية العرقية”.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الهولندي، كاسبر فيلدكامب، أنه سيجري مكالمة مع نظيره الأردني في وقت لاحق يوم الجمعة لمناقشة الأمر. وأوضح فيلدكامب، في حديثه لبرنامج “NOS Radio 1 Journaal”، أن فيلدرز يحق له التعبير عن آرائه كبرلماني، لكنه شدد على أن الحكومة الهولندية تتبنى موقفا مختلفا وتدعم حل الدولتين الذي يتضمن تعايش إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب، مضيفًا: “وهذا لا يعني أن فلسطين هي الأردن أو العكس”.
يُذكر أنه في الأردن أكثر من 2 مليون لاجئ فلسطيني. وترى الحكومة الأردنية أن الأردن لا يمكن أن يكون بديلاً عن فلسطين بناءً على قرارات اتخذها مستعمرون قبل مئة عام.
وفي رد فعله على إدانة الأردن لمنشوره، كتب فيلدرز على منصة X: “يمكنكم الاحتجاج بقدر ما تريدون، لكن الحقيقة التاريخية تظل أن الأردن هو فلسطين”.
هذه ليست المرة الأولى التي يطلق بها خيرت فيلدرز تصريحات استفزازية فقد دعا إلى ترحيل الفلسطينيين إلى الأردن، عقب تحقيقه فوزا كبيرا في الانتخابات البرلمانية الهولندية في نوفمبر 2023.
وفي عام 2010 دعا فيلدرز الدول إلى سحب اعترافها بالأردن وإطلاق اسم فلسطين عليه. وأضاف وقتها : “يجب أن تحظى إسرائيل بمكانة خاصة ومميزة في العلاقات الهولندية الدولية لأنها تدافع عنا في القدس. فإذا سقطت القدس في أيدي المسلمين، فإن الخطر سيمتد إلى أثينا وروما. لذلك، فإن إسرائيل تمثل الجبهة الأساسية في الدفاع عن الغرب”.
وأشار السياسي اليميني المتطرف، المعادي للإسلام، إلى أن الصراع ليس صراعا على الأرض، بل هو صراع أيديولوجي بين عقلانية الغرب الحر وبربرية الأيديولوجيا الإسلامية، حسب تعبيره.