اقتصاد

ارتفاع تكاليف النقل العام في هولندا يرهق الأسر ذات الدخل المتوسط

أظهرت دراسة جديدة أجراها المعهد الوطني لمعلومات الميزانية (Nibud) بتكليف من تحالف التنقل أن تكاليف استخدام وسائل النقل العام في هولندا أصبحت غير ميسورة للأسر ذات الدخل المتوسط. ووفقًا لهذه الدراسة، فإن الأسر الهولندية التي تعتمد على دخل متوسط تجد نفسها غير قادرة على تغطية نفقات التنقل دون اللجوء إلى تقليص نفقاتها الأخرى.

تكاليف النقل العام تفوق قدرات الدخل المتوسط

يشير التقرير إلى أن العائلات والأزواج الذين يحصلون على دخل متوسط يواجهون عجزا ماليا يتراوح بين 200 إلى 900 يورو شهريا بسبب التكاليف المرتبطة بالتنقل. بين عامي 2015 و2023، ارتفعت أسعار النقل في هولندا بنسبة تقارب 30 بالمائة، وهو معدل يزيد عن معدل التضخم الذي بلغ 26 بالمائة خلال نفس الفترة.

تحالف التنقل، الذي يضم مجموعة من شركات النقل الكبرى مثل NS وGVB وArriva وRET، أشار إلى أن نسبة الهولنديين الذين يواجهون صعوبات مالية بسبب التنقل أكبر بكثير مما كان متوقعًا في السابق. فعلى الرغم من التقديرات الأولية التي كانت تشير إلى أن 10 بالمائة فقط من السكان يواجهون هذه المشكلة، إلا أن البحث الجديد يكشف أن الأعداد الفعلية أكبر بكثير.

عبء النقل على الأسر

الأسر ذات الدخل المنخفض أو الأجور القريبة من متوسط الدخل الهولندي (44,000 يورو سنويا) يمكنها بالكاد تحمل تكاليف النقل إذا استخدمته بشكل محدود. وفي الوقت الذي تصبح فيه هذه التكاليف أكثر سهولة على الأسر التي يتجاوز دخلها المتوسط، لا يزال التنقل يشكل تحديا كبيرا لأولئك الذين يعتمدون على دخل أقل أو يقارب المتوسط.

تأثير ارتفاع تكاليف النقل على المجتمع

الأسر ذات الدخل المنخفض التي لديها أطفال هي الأكثر تأثرًا بارتفاع تكاليف التنقل. وعلى الرغم من أن السفر بالسيارة قد يبدو خيارا أسرع وأرخص من وسائل النقل العامة في بعض الأحيان، فإن امتلاك سيارة في هولندا لا يزال حلما بعيد المنال للكثير من العائلات نظرا للتكاليف المرتبطة بشرائها وصيانتها.

حتى ركوب الدراجات، الذي يعتبر خيارا أقل تكلفة من السيارة أو وسائل النقل العامة، قد يشكل عبئا ماليا بسبب التكاليف الأولية والصيانة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوصول إلى المدارس وأماكن العمل والمتاجر قد يكون صعبًا بالنسبة للأسر التي تعتمد على الدراجة أو المشي، خاصة في المناطق الريفية أو البعيدة عن مراكز المدن.

تداعيات اجتماعية واقتصادية

تعتبر وسائل النقل الميسورة الوصول ضرورية لضمان مشاركة الأفراد في المجتمع بشكل فعّال. وكما أوضحت مارجا دي ياجر، رئيسة تحالف التنقل: “الوصول إلى وسائل نقل ميسورة هو شرط أساسي للمشاركة في المجتمع. سواء كان ذلك للتوجه إلى العمل، أو مقابلة أحد الوالدين لتقديم الرعاية، أو حتى اصطحاب الأطفال إلى الأنشطة الرياضية، فإن القدرة على التنقل تؤثر بشكل مباشر على حياة الأفراد”.

أضافت دي ياجر أن ارتفاع تكاليف النقل له تأثيرات سلبية على العديد من جوانب الحياة، بما في ذلك الأمن المالي والصحة وحرية التنقل. وخلصت إلى أن “مجتمعنا هو الخاسر الأكبر في هذه المعادلة”.

حلول مقترحة لمواجهة التحديات

للتغلب على هذه الأزمة، اقترح تحالف التنقل ثلاث حلول رئيسية. أولها هو تحسين الدعم المالي للأسر ذات الدخل المنخفض لتمكينها من تحمل تكاليف التنقل. كما دعا التحالف الشركات إلى توسيع نطاق تغطية نفقات التنقل لتشمل ليس فقط السيارات ووسائل النقل العامة، بل أيضًا الدراجات الهوائية والسكوترات التي يمكن أن تكون أكثر اقتصادية.

الحل الثاني يتمثل في تقريب المسافات بين السكن وأماكن العمل والمرافق الأخرى، مثل المتاجر والمدارس، مما سيقلل من الحاجة إلى السفر ويخفض التكاليف المرتبطة به. وأخيرا، شدد التحالف على أهمية توفير معلومات أفضل حول تكاليف وسائل النقل المختلفة، مما سيمكن الأسر من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التنقل.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات